Tuesday, July 29, 2008

نعمة الأخوة في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ظلال الغياب والبعد أكتب هذا المقال وكلي شوق وحنين إلى لقائكم العزيز مستحضرا في نفسي قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه " المرؤ قليل بنفسه كثير بإخوانه " نعم فالوحدة شيئ مقيت ، نعم هي خير من جليس السوء ، لكن الجنة في ظلال الوحدة كانت شيئ صعب الإحتمال ، جاء في تفسير القرطبي " أن الله تعالى لما خلق آدم وأسكنه الجنة جعل يسير فيها مستوحشا فنام فوجد إمرأة عند رأسه قال لها من أنت قالت لا أدري قال لها أنت خلقت من شيئ حي فأنت حواء " أنظر معي كان في الجنة ...... وكان مستوحشا لأنه بمفرده ، نعم.... نعم فالأنيس والجليس من نعم الله تعالى ولذلك إذا رزقك الله جليسا صالحا فاحمد الله على منته وفضله لسببين :
الأول : لأنه رزقك أنيسا وجليسا ولو شاء لتركك فريسة للوحدة والتفرد
الثاني : أنه صالح ولو شاء الله لجعله طالحا
أخواني لكم هي منة من الله نعمة الإيخاء والحب في في الله ، تفحص معي قوله تعالى " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم أنه عزيز حكيم " الأنفال ..... حديث في معرض الإمتنان على المؤمنين ، يمتن عليهم بأن جمع بين قلوبهم وربطها برباط الإيمان على غير أرحام ولا أموال ولا عرض من أعراض الدنيا ، فالأخ لأخيه كاليدين تغسل إحداهما الأخرى وكالبنيان يشد بعضه بعضا كما تظاهرت بذلك نصوص السنة الشريفة ، يقول الأصمعي " لقيت أقواما كان أحدهم يغيب عن الآخر أياما وإذا لقيه يسأله عن كل شيئ حتى عن دجاج البيت ولو طلب منه دينارا ما أعطاه وصحبت أقواما كان أحدهم يغيب عن الآخر أعواما وإذا لقيه لا يزيد على قوله كيف أنت ولو سأله شطر ماله لأعطاه " ، يقول الشاعر :
لا خير في ود إمرؤ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل
غني إذا إستغنيت عن ماله وفي إحتمال الفقر عنك بخيل
فما أكثر الإخوان حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل
أخير....... جمعنا الله في الجنة .... في مستقر رحمته كما جمعنا على غير أرحام بيننا
إني أحبكم في الله
أخوكم
أبو روان