Tuesday, August 26, 2008

محمد صلى الله عليه وسلم .........نبي الرحمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يبدو العنوان لوهلته الأولى أن الموضوع قد قتل بحثا وأنه من المسلمات العقلية غير أنني أود أن أنظر إليه من زاوية مختلفة ، في موقف من المواقف طالعت قسمات وجه رجل قد نحتها الزمان بيده وبدى فيها تصاريف الأيام ومجرى الأحداث فقلت في نفسي ما أشد شقاء هذا الرجل ومن هم على شاكلته ثم ثار في نفسي سؤال آخر هو هل يدرك أحد من الناس معاناة هؤلاء البؤساء ؟؟ هل إن لم يبكي عليهم أحد هل يشاركهم أحد البكاء ؟؟ إن الأدباء يقولون " إنك قد تنسى من يشاركك الضحك غير أنك لا تنسى من يشاركك البكاء "" فقلت في نفسى صلى الله على خير الناس من كان يشعر بمعاناة البؤساء وشقاءهم و كان يشاركهم آلامهم وأحزانهم وأوجاعهم بل وأوضاعم ،، لقد كان صلى الله عليه وسلم يرحم الإنسان بإنسانيته المجردة بصرف النظر عن دينه أو عرقه أو نسبه ... يرحمه لأنه إنسان فقلت سيدي يا رسول الله لو أن هذا الخلق موجودا بيننا ما وجد تعيسا ولا حزينا ولا محزونا ولا مكروبا ... كيف يكون ذلك ورسول الله بأخلاقه وصفاته بين الناس أريدك معي أن نتبصر بعضا من تصرفاته فنرى أنه كان خير الناس في كل شيء وكان أرق الناس قلبا وأرحمهم على الإطلاق ...... عاد صلى الله عليه وسلم زيدا بن حارثة وهو مريض فجل ينظر إليه ويبكي ... وروى له رجل كيف وأد إبنته في الجاهليه فجعل يبكي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يعيد القصة ويبكي حتى أن الصحابة لاموا الرجل وقالوا له ويحك أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وعندما جاءه خبر إستشهاد جعفر بن أبي طالب - وكان يحبه حبا شديدا حتى أنه يوم فتح خيبر قدم جعفر من الحبشة فقال صلى الله عليه وسلم " والله لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟؟؟" -عندما جاءه خبر إستشهاده يوم مؤته ذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيت جعفر وجعل يحتضن أولاده ويضمهم إليه ويشمهم ويبكي " أنظر أنه يضمهم ويشمهم ويبكي .... ويكأنه صلى الله عليه وسلم يشم في الأولاد رائحة حبيبه أبيهم جعفر بن أبي طالب حتى أن زوجته السيدة أسماء بنت عميس رضى الله عنها أدركت الأمر فقالت متسآلة يا رسول الله هل أصاب جعفر شيء فقال صلى الله عليه وسلم " جعفر في الجنة أبدله الله بذراعيه جناحان يسرح بهما في الجنة كيفما شاء ".....ثم هل تذكرون معي قصة الرجل الذي شكى أباه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إلى بأبيه ، يقول راوي الحادثة فجاء رجل قد إنحنى ظهره وأكل عليه الدهر وشرب فلما عرض أمره على النبي صلى الله عليه وسلم بكى وقال كلمته المشهورة " أنت ومالك لأبيك " تروي عنه السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول " ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم فإنه كان أبعد الناس من ذلك " وهل ذلك يا أحبة إلا من صميم الرحمة ... ثم إختار طواعية أن يكون فقيرا وما ذاك إلا مشاركة للفقراء فقرهم وكما هو معلوم لأهل الخبرة والتجربة أن المرؤ بغناه ينسى معاناة المعانين وحاجة المحتاجين روى البخاري بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرض علي ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا وفضة فقلت لا يا ربي أجوع يوما وأشبع يوما " وفي رواية أجوع يوما فأذكرة وأشبع يوما فأشكره .... إختار أن يكون فقيرا أشد ما يكون الفقر ، فقر ليس كفقر الفقراء ولكنه أشد من فقر الفقراء حتى أن أصحابه كانوا يربطون الحجر على بطونهم من الجوع ويربط هو الحجرين ...ثم يثور سؤال هام جدا ألا وهو لماذا الرحمة ؟؟؟ أو لما تكون الرحمة ؟ :
إن الرحمة يا أحباب تكون لأمور أولها شفقة بأهل الشقاء ورحمة بهم وليس الترفع والتعالي عليهم ولقد ضرب هو صلى الله عليه وسلم أصعب الأمثل بمشاركة أهل الشقاء شقاءهم وثانيها تكون الرحمة يا أحباب بإدراك مصير المذنب والعاصي ورحمته لذلك وإشفاقا عليه حتى ولو كان هو لا يدري حتى ولو نالك منه العذاب وهكذا هو صلى الله عليه وما موقف الطائف عنا ببعيد وثالثها أنك تضع نفسك موضع الشاقي وترى نفسك هل كنت تحتمل ما يعانيه أم لا سواء كان هذا شقاءاً ماديا أو معصية أو إنتلاءاً وهكذا كان هديه صلى الله عليه وسلم تروي كتب السنة فتقول يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول عيسى بن مريم لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وأنظروا فيها كأنكم عبيد ، إنما الناس رجلان مبتلى ومعاف فارحموا أهل البلاء وأحمدوا الله على العافية " إرحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــموا أهل البلاء وأحمدوا الله على العافية .... لا تنصب نفسك قاضياً على الناس فهذا طائع وهذا عاص وهذا في الجنة وهذا في النار ليس هذا من هديه صلى الله عليه وسلم ، وأخيرا روى البخاري بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قسم الرحمة مائة جزء فإدخر عنده تسعة وتسعين وأنزل جزءا فبه يتراحم الناس حتى أن الفرس لترفع حافرها عن ولدها مخافة أن تصيبه " .... ولله تبارك وتعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها إدخر عنده تسعة وتسعين جزءا من الرحمة .... وجاء في كتب السنة أنه تبارك وتعالى يرحم يوم القيامة رحمة واسعة يتطاول إليها أبليس نفسه ، يظن أن الله تبارك وتعالى ربما يرحمه مع من يرحم ....
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنوبي فلما قرنتها بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ومازلت ذا عفو عن الذنب تجود وتعفو منة وتكرما
نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى

Thursday, August 7, 2008

معضلة صعبة الفهم إسمها ......الرزق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت المجهر اليوم موضوع من المواضيع الشديدة الحساية الصعبة الفهم بالنسبة للجميع .... من منا لم يهتم بشأن معاشة ومصدر رزقه .... من منا لم يصبه الأرق والحزن والضيق إذاحدث له مكروه في عمله أو تهديد بترك هذا العمل ثم القذيفة الأصعب من ذلك من منا رضي عن رزقه ؟؟؟؟؟؟!!!!! بمعنى أنه قنع بما بين يديه ولم يفرق جهده وسعيه في طلب المزيد .... إن الإجابة هي كلنا ذلك الرجل ..... هل تعلمون أن هذا الرجل خاطئ ووضعه مجانب للصواب ...... إن قضية الرزق يا أحباب كلنا يعلم عنها أمور تشبه المسلمات ألا وهي :
1- أن الرزق كفل للإنسان منذ أن كان في بطن أمه روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفه ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يأتي الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع كلمات رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ..... "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .، معنى النص أن الرزق كتب منذ أن كنت نطفة في بطن أمك هذه واحدة
2- روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم إستبطاء الرزق على معصية الله فما عند الله يطلب بطاعته لا بمعصيته " صدق رسول الله ..... الجملة صعبة الفهم في هذا الحديث هي قوله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .... أجمل في الطلب أي ترفع بطلبك عن الدنايا والصغائر وأعلو إلى ماهو أكبر ..... لا يكن همك لقمة تأكلها أو شملة تلتحفها يقول أحد السلف رضوان الله عليهم " من كان همه ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه " .... لا يكن الهم في الطعام والشراب ...............والسؤال هل خلقك الله لتطعم وتشرب ؟؟؟؟؟ الإجابة يعرفها كل عاقل ... لا
3-ثم أنت تكد وتتعب وتهتم وتنصب من أجل الرزق هل نظرت إلى ما حولك من كائنات الله ومخلوقاته هل لها نفس الكد والتعب والنصب الذي تتعبه وتنصبه الإجابه طبعا لا .... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " رواه البخاري .... بربك قلي هل رأيت يوما عصفورا يقف على شجرته حزينا لأنه خرج يسعى من أجل إطعام أفراخه فلم يجد ؟؟؟؟؟؟؟..... الإجابه طبعا لا..... ما على هذا العصفور سوى أنه يطير يبحث يمنة ويسرة من أجل الرزق عليه البحث والبحث فقط وليس عليه الهم والتعب والنصب وتفرق الفكر وشتاته .... جاء رجل إلى أحمد رضي الله عنه فقال له عظني فقال الإمام " إن كان الرزق على الله حقا فالإهتمام لماذ ؟؟؟؟؟ وإن كان القضاء والقدر حقا فالنصب لماذا ؟؟؟؟ وإن كان منكر ونكير حقا فالجليس لماذا ؟؟؟؟ وإن كان القبر حقا فالأنيس لماذ ؟؟؟؟ " هل نظرت إلى هذه الكلمات هل تعتقد حقا وصدقا أن الله خالقك ورازقك ؟؟؟؟ هل فوضت إليه الأمر حقا في هذا الشأن ؟؟؟؟ إن التفويض يقضي ترك الأمر بالكلية إلى الوكيل .... هل فعلت ذلك ؟؟؟؟ كلنا حين تسأله هذا السؤال تجده يهرع إلى الإجابة متسرعا !!!! نعم أثق أن الله رازقي ... لكن لسان حاله يقول غير ذلك أريدك أن تصغي معي بقلبك لا بأذنك لهذا التوجيه الرباني " يا بن آدم خلقت السموات والأرض ولم أعي بخلقهن أفيعيني رغيف عيش أسوقه إليك في كل حين """ لا والله يا رب لا يعيك شيء يا من وسعت قدرته السموات والأرضين يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه الرزق نوعان رزق تسعى إليه ورزق يسعى إليك ..... وفي هذا يقول السلف " لو ركب بن آدم الريح فرارا من رزقه لركب الرزق خلفه البرق ليدركه """ وإسمع معي إلى ما هو أصعب من ذلك جاء في تفسير القرطبي أن المرأة عندما تنوح على زوجها الذي مات يخاطبها ملك الموت قائلا " والله ما قطعت لو رزقا ولا قصرت له أجلا لقد طفت الأرض مشرقها وغربها أبحث له عن لقمة عيش يأكلها فلم أجد!!! ... وطفت أنهار الدنيا كلها أبحث له عن قطرة ماء يشربها فلم أجد """ ولهذا فالفهم الصحيح أن الإنسان يموت حينما ينقطع رزقه أولا ثم أجله ثانيا .... هل تريد دليلا على ذلك إليك الدليل .... إن أحدنا يمكث أياما في فراش الموت دون أن تدخل جوفه لقمة واحدة ثم يموت !!!!! يا الله .... أخيرا كان مالك بن دينار جالس ذات يوم يأكل فجاء قط فسرق منه قطعة لحم .... فتتبع مالك هذا القط اللص فوجده قد ألقى هذه القطعة أمام جحر ثعبان أعمى!!!!! من الذي سخر هذا القط لرزق ذلك الثعبان الأعمى رغم أن بينهم من الخصومة ما بينهم ؟؟؟؟ ..... أنه الله جل جلاله ..جاء في السنة " أنه بينما داوود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام جالس في مجلسه إذجاءت إمرأة تبكي فقالت له : يا داوود أربك ظالم ؟؟؟؟؟ فقال لها لما ؟؟؟؟ قالت توفى زوجي وترك لي أولادا كنت أغزل عليهم الغزل وأبيعه في السوق فبينما أنا أحمل الغزل على رأسي وأسير به إلى السوق إذ جاء غراب فسرق الغزل !!!! فقال لها داوود عليه السلام إجلسي وهدأ من روعها فبينما هم كذلك إذ دخل عليه ثلاثة تجار وقالوا يا نبي الله كنا في سفينة لنا في البحر فأصابها خرق لم نجد ما نسده به فأقسم كل منا إذا نجا من هذه المصيبة أن يتصدق بعشرة آلاف درهم .... فبينما نحن كذلك إذ ألقى علينا غراب صرة من الغزل فسددنا بها الخرق حتى نجونا ..... يا نبي الله هذه الثلاثون ألف درهم .... فأخذها دواوود عليه السلام ودفعها إلى المرأة وقال لها .... إن الذي يرزق في البر ويلطف في البحر ليس بظالم """" نعم .... نعم جل وعلا شأنه وتعالى عن كل مخلوقاته علوا كبيرا....
نتلقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته