Sunday, April 3, 2011

أكذوبة الدولة المدنية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرى شراً يلوح في الأفق في ثنايا ما يسمى بالحوار الوطني وكل الحوارات التي تناولت التعديلات الدستورية أولاً ثم بعد ذلك تناولت الدستور الجديد والجمعية التأسيسية التي سينتخبها مجلس الشعب المنتخب حديثاً بعد ثورة 25 يناير 2011 وكل الحشد الهائل للقوى السياسية العلمانية وكذلك الكنيسة المصرية ورموزها وذلك من أجل الهجوم الشديد على المادة الثانية من دستور 1971 م ، ثم تساءلت عن ما هو المصير لو تم إلغاء هذه المادة ؟؟؟ الإجابة هي أن الدولة ستصير بدون هوية وبدون دين وهو ما يريده التيار العلماني ، ولقد تسمعت إلى مقابلة تلفزيونية لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس وهو يتكلم عن الديمقراطية وقد رفضها صراحة إذا جاءت بالمادة الثانية فقلت في نفسي إن هناك شر محدق بهذا الشعب ، إن العلمانية لم تقدم للدول التي تعلمنت أي شيئ يقول الكاتب الراجل الدكتور فهمي الشناوي عليه رحمة الله في مجلة المختار الإسلامي " لم تقدم للشعوب الأوربية إلا مجموعة من الأكلات - الهامبورجر - والمشروبات أمثال البيبسي كولا و الكوكا كولا وغيرها وأيضاً دمرت الأخلاق تماماً في هذه الدول " ويؤكد رحمه الله أن أمريكا نفسها في نشأتها كانت دولة دينية يقول " كان الجنرال جورج واشنطن رجلاً متديناً وكان لا يقاتل أيام الآحاد وعندما صك الدولار بعد إنتصاره كتب عبارة مازالت موجودة حتى الآن وهي تعني أثق في الله " إن نجيب ساويرس وأشباهه يتشدقون بأنهم أناس ليبراليون علمانيون يريدون دولة علمانية وأنا أرى أن هذا نوع من الخداع لأن المسيحية لا يوجد بها شريعة تحكم وإنما هي تعاليم روحية لذا لا عجب أن تجده يتكلم عن الشريعة الإسلامية ويهاجمها على أنها نوع من التمييز بين أبناء الوطن الواحد ، إن الشريعة الإسلامية قد كفلت للأقباط أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وذلك في قوله تعالى في سورة المائدة " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الفاسقون " المائدة الآية رقم 47 ، ولو نحينا هذه النقطة جانباً ولم نعول على حديث ساويرس فهو يتكلم من منطلق عقيدته في الأصل رغم إدعاءاته لوقفنا أمام فصيل عريض من العلمانيين علا صوتهم الآن مطالبين بإلغاء المادة الثانية أيضاً وكانت لهم محاولات إبان النظام السابق لإلغاء هذه المادة أيضاً وأود أن أنقل هنا نقلاً لفضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في معرض الكتاب في مناظرة بين الإسلام والعلمانية وقد قسم العلمانيين فيها إلى ثلاثة أقسام فقال " وأما القسم الثالث من العلمانيين فوجدته جريئاً على الله مستهزئاً بالكتاب والسنة " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم ، فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم " سورة محمد الآية 27 ، وكان يناظر الدكتور فؤاد زكريا عميد كلية الآداب جامعة القاهرة ، وبالفعل هذه ليست علمانية وإنما جرأة على الله وإستهزاء بالكتاب والسنة ويقول أيضا رحمه الله في مجلة المختار الإسلامي في تعليق على أحد العلمانيين " غير أنني أعجب من قوم يكرهون الله أشد الكره ويخاصمون الوحي في كل موطن وإذا سمعوا بفتح مسجد كست وجوههم الكراهة وإذا سمعوا بكاتب يحارب الله ورسوله حفوا به كما يحف الذباب بالقذى وعار على الدولة أن تترك هؤلاء ينبحون قافلة الإسلام " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " إنتهى . فمن ثنايا كلا الشيخ رحمه الله يتبين لنا أن مطالب العلمانيين ليست دولة مدنية ولا مواطنة ولكنها :

1- جرأة على الله

2- إستهزاء بالكتاب والسنة

3- مخاصمة للوحي في كل موطن

4- الضيق والضجر من كل ما هو إسلامي " غير خاف على سعادتكم ضيق كل من خيري رمضان وتامر أمين بالصلاة الجماعية والدعاء الجماعي بميدان التحرير " في جمعة الرحيل وما قبلها

5- الإحتفاء والإهتمام بكل ما هو ضد الدين

ثم نأتي إلى الدولة الدينية والدولة المدنية ، لقد درسنا في فلسفة العلوم أن فهم المصطلح ينبغى أن يرجع إلى فهمه عند من نحتوه ، إن الدولة الدينية هي دولة رجال الدين وسطوة الكنيسة وهي كانت تعرف في العصور الوسطى وقت أن كان الفكر الأوربي يعرف بمرحلة الفكر بمقدمات كنسية وكل ما خالف هذا الفكر فهو كفر وهرطقة ويعاقب صاحبه بالقتل أو الحرق وأظهر مثال لهذا هو جاليليو جاليلي الإيطالي وكوبرنيكوس الإنجليزي حيث جاء كل منهما بنظرية علمية تخالف فكر الكنيسة فكان جزاءهما هو القتل ، ثم ضج الفكر الأوربي بسطوة الكنيسة حتى ظهرت العبارة الشهيرة " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " وكان هذا إيذاناً بنهاية الدولة الدينية من الوجود ، أما في واقعنا المعاصر فلا توجد الدولة الدينية إلا في دولة الملالي وولاية الفقيه أعني بذلك إيران وهذا عند الشيعة وحدهم ، أما عند أهل السنة فالأحذق هو الأولى بالولاية وهذا عندما سؤل شيخ الإسلام بن تيمية رضي الله عنه " هل يولى الأحذق أم الأتقى ؟؟؟؟ فأجاب رضي الله عنه أما الأتقى فتقاه لنفسه وأما الأحذق فحذقه للمسلمين "" وعلى هذا فالولاية عند أهل السنة هي للأحذق وليست لللأتقى ، أما مصطلح الدولة المدنية فهي في مصطلح العلمانيين هي الدولة المنسلخة عن الدين التي لا دخل للدين فيها إلا في أيام الآحاد وفقط ، إذا هذا هو المفهوم عند من نحتوه ، أما مصطلح الدولة المدنية عند المسلمين وتحديداً عند أصحاب الفكر السياسي منهم فهي دولة القانون والدولة المؤسسة على سيادة القانون والمؤسسات المدنية ، ولا بد أن يكون هذا القانون موافقاً لشرع الله تعالى أما إذا خالفه فهو مهدر ولا إعتبار له ، يتضح من ما سبق أن هناك خلاف كبير في المفهوم بين مصطلح الدولة المدنية عند العلمانيين ومصطلح الدولة المدنية عند أصحاب الفكر السياسي الإسلامي وأعتقد أنه لا إلتقاء بينهما ، ويتضح من هذا أن الدولة المدنية عند العلمانيين لا تعني إلا دولة كافرة بالدين جاحدة له حاصرة إياه في بعض الطقوس وبعض الأيام وهذا إختزال مجحف لشريعتنا وسنة نبينا ، إن قبول الإسلاميين بهذا الأمر فضلاً عن أنه ضياع للدين فهو ضياع لجهاد عقود من العمل الإسلامي وردة للوراء ، إن سلخ الأمة من هويتها وجعلها بلا دين جريمة عظمى ستجني ثمارها الأجيال القادمة وليس نحن ، ولو تأملنا التجربة التركية التي يتشدقون بها من جورج بوش إلى الفكر الأوربي لوجدنا أن رئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس قتل لإعلان الأذان في العاصمة وقد هدد الراحل نجم الدين أربيكان بالإنقلاب العسكري نظراً لتوجهاته الإسلامية ، وعلمانية الدولة كيان لا يمس وهناك هيئة كبرى تقوم على حراسة المنهج العلماني لتركيا الحديثة تسمى مجلس الأمن القومي وكله من جنرالات الجيش والعسكر ، هل هي هذه الحالة التي ننشدها ؟؟؟ أقول وأتساءل سؤالاً هاماً : هل جاءت ثورة 25 يناي لتنحي نظام حسني مبارك وترسي قواعد العلمانية في مصر ؟؟؟؟ إن الدولة العلمانية دولة شديدة التطرف ضد الإتجاهات الدينية عامة والدين الإسلامي خاصة وإذا أردت دليلاً دعني أسأل ألم تقم فرنسا العلمانية بمنع الحجاب بالمدارس ؟؟؟؟ ألم تقم سويسرا بحظر رفع الأذان وبناء المساجد ؟؟؟ ألم تهاجم بريطانيا وتحظر بناء المساجد ، لقد ثارت في نفسي شكوك كثيرة حول هذه الثورة وكيف أنها بلا هوية !!!! فلو قام بها فصيل واحد لإستطاع أن يفرض هويته أما هذه الثورة فقد قام بها شركاء متشاكسون جمعهم عداء النظام السابق وعدوانه عليهم ، أوجه نظر الأمة أن هويتها ودينها خط أحمر لا يقبل التخطي ولا التجاوز ، لقد عاشت مصر أربعة عشر قرناً من الزمان مسلمة الديانة وعاش فيها المسيحيون مواطنون مصريون على السواء مع المسلمين ولا أعلم لماذا ثارت هذه النعرة التمييزية في هذا الحين بالذات ؟؟؟

توصية :

1- يجب على الكتاب الإسلاميين أن يكتبوا ويبحثوا في أهمية الشريعة الإسلامية ويعلموا الناس إياها وأهميتها

2- يجب أن يكون الحوار بعيداً عن التسييس والخلط بين الديني والسياسي حتى يتميز الخبيث من الطيب

3- يجب كشف العلمانيين وتوضيح حيلهم للناس حتى يتبين الناس حقيقة أمرهم وحقيقة مطالبهم

مرفق ملفين فيديو للإطلاع عليهما للأهمية

الفيديو الأول


الفيديو الثاني


نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى