Monday, December 29, 2008

براءة إلى الله ورسوله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الأعزاء في ظلال هذه الأحداث الدامية التي نعيشها الآن ، من تساقط للقتلى كتساقط أوراق الأشجار في الحريف ومن تساقط للقنابل كتساقط حبات المطر في شهور الشتاء ، في ظل هذا وذاك أقول وأعلنها مبرءا ذمتي وفاكا لرقبتي من كل دم فلسطيني يراق على أرض غزة وكذلك متبرءا من موقفا الحكومة المصرية المهين المشين ، ياسادة إن من يرى ما نراه في خارج مصر ليدرك حجم الذل والعار الذي يوضع على أعناق المصرين في خارج دولتهم وكأنهم كتب عليهم الذل في خارج دولتهم وفي داخلها ، لا تستطيع أن تدافع عن نفسك ولا عن بلدك ولا أن تصد سيل الإتهامات الذي يكال إلينا عن العمالة والحقارة والواضعة والتآمر ، ولكل من يقول ذلك الحق والعذر ، فلا أعجب من أن تأتي وزيرة الخارجية الصهيونية إلى مصر كي تدق طبول الحرب من دارنا ولا أحد يعارضها ويكأن من يذبحون في غزة ليسوا مسلمين وكأنهم ليسوا عربا ولا من جلدتنا ولا يتكلمون بلساننا ، إن كانت حكومتنا قد تركتهم فريسة لأنهم ينتسبون لحركة الإخوان المسلمين فلنطرح هذا البعد جانبا ولنثر من أجل العروبة والدماء العربية لا من أجل الإسلام والمسلمين إن كانوا هم لهذا البعد كارهين ، إن هذا الموقف الذي تتخذه حكومتنا أولا قد وضعها بين المطرقة والسندان ، مطرقة الثورة الداخلية ( ولا أدل على هذا من المظاهرات التي تجتاح الجامعات والنقابات بل والشوارع والميادين ) وسندان التذمر والتضجر الخارجي ( ولا أدل على هذا من المظاهرات وتوجهها إلى مقار السفارات المصرية في بيروت ودمشق وغيرها بل ومحاولة إقتحام السفارة ذاتها ) و الأعجب من ذلك أن تغض الحكومة المصرية الطرف عن هذا وذاك ولا أدري إلى أي الأشياء تستند هذه الحكومة فهي قد فقدت الدعم الداخلي - وتأيديها الشعبي الذي هو مسوغ وجدوها في الظل الديمقراطية التي بها يترنمون - والتأيد الخارجي بل أصبحت تقف في قفص الإتهام ولا حجة لها ، بأي عذر نلقى الله تعالى ونحاج عن أنفسنا ، لا يجول في خاطري إلا حديثه صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏: ‏"‏لا يقفن أحدكم موقفاً يقتل فيه رجل ظلماً فإن اللعنة تنزل على من حضره حيث لم يدفعوا عنه
،ولا يقفن أحدكم موقفاً يُضرب فيه رجل ظلماً فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه‏"‏‏.‏
، رواه الطبراني وفيه أسد بن عطاء قال الأزدي‏:‏ مجهول،ووثقه أبو حاتم وغيره وضعفه أحمد وغيره،وبقية رجاله ثقات ، لقد تضآلت كثيرا أمام هذه الأم حينما رفعت يداها إلى الله تعالى تستصرخه وتستنجد به وتشكو إليه حالها ودمار بيتها
ولا معين ولا صريخ إلا الله تعالى ، صراحة لقد تضاءلت حتى صرت كالذباب ، آهات يشيب لها الولدان ودموع تدمي القلب قبل العين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لقد نطقت بالحق أفواه الأعداء - والحق ما شهدت به الأعداء - وهذا ما جاء على لسان روبرت فيسك الكاتب البريطاني في جريدة الإندبندنت حيث تساءل الكاتب -بعد الإشارة إلى أن معظم القتلى الفلسطينيين كانوا من حماس- عن ما يُفترض أن يحققه هذا العدد؟ هل ستقول حماس: "إن هذه الحرب الخاطفة رهيبة ومن الأفضل أن نعترف بدولة إسرائيل وننخرط في صف السلطة الفلسطينية ونضع أسلحتنا وندعوا أن يأخذونا سجناء للأبد ونؤيد عملية سلام أميركية جديدة في الشرق الأوسط" هل هذا ما تعتقد حماس أن الإسرائيليين والأميركيين وغوردون براون سيفعلونه؟
وحاول الكاتب التذكير بفلسفة حماس في السخرية من الدنيا، سخرية كل الجماعات الإسلامية المسلحة كما وصفها. وأن الحاجة إلى شهداء مسلمين حاسم لهم كحاجة إسرائيل لجعلهم كذلك." أقول إن الحروب لا تقتل شعوبا ، والغارات لا تدمر أمما ، إن قراء التاريخ يذكرون أن هتلر كان يغير بطائراته على لندن بكرة وعشيا حتى حولها خرابا وصارت مدينة للأشباح ورغم ذلك لم يزيلها من الوجود وصارت بعد الحرب من أكبر عواصم الدنيا ، هذه كلها عبثية لا معنى لها إلا أنها دعاية إنتخابية للمرحلة الإسرائلية المستقبلة أو محاولة لحفظ كرسي عباس الذي سيزول في التاسع من يناير القادم ، نهاية أقول للنظام المصري ليتخذوا موقفا يرفع عنا الحرج أمام إخواننا في فلسطين بل أمام العالم أجمع والبشرية كلها ،
ثانيا : نقول لإخواننا في غزة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ، قيل أين ه يا رسول الله : قال ببيت المقدس واكناف بيت المقدس " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثالثا : أقول لدعاة التطبيع والتركيع ومن يدعون أن حماس هي من دق ناقوس الحرب وألغى الهدنة وجر على شعبه وايلات الحرب ، ألا تريدون مقاومة ؟؟ هل الركوع في أذهانكم هو الحل الوحيد ؟؟ إن المقاومة عمل مشروع قانونا وعرفا واتفقت عليه البشرية كلها من قاصيها إلى دانيها ، لماذا هذا الذل والهوان ؟؟ هل يظنون أنهم حينما يهادنون اليهود سيتركهم اليهود يعيشون آمنين مطمئنين ؟؟ أسألهم سؤالا لماذا إجتاح اليهود الجنوب اللبناني في العقد الماضي ؟ إن الحرب في اليهودية هي جزء من العقيدة ولا أجد سؤالا إلا سؤال فضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى : هم بنو إسرائيل فبنو من نحن ؟؟؟
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى

Friday, December 26, 2008

محاور النقل في حادثة الهجرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في ظلال هذه الأيام المباركة التي نعيش فيها عبق ذكرى حادثة الهجرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم التسليمات نود أن نستعرض محاور النقل في هذه الحادثة وفي حياة الأمة الإسلامية الناشئة في ذلك الوقت ، فليست محاور النقل التي نركز عليها تخص حدث الهجرة فقط بل هي نقل وتحويل لحياة الأمة الإسلامية قاطبة ولو شئنا لقلنا إلى يومنا هذا ، ومن معاني محور النقل أيضا أن تأثيره ليس فقط على مسار الحدث ولكنه لولا وجوده ما حدث الحدث ، سنركز بإذن الله على هذه المحاور تباعا بإذن الله إن كان في العمر بقية ، نقول وبالله التوفيق : أول هذه المحاور هي :

الأنصار رضي الله عنهم :
هؤلاء القوم رضي الله عنهم لابد أن نتوقف عندهم بنوع من التحليل والنظرة المتأملة التي أرى أنها أيا كانت لا توفيهم حقهم فقد قبلوا الرسالة وقبلوا المهاجرين - الوافدين الجدد على مجتمعهم - دون أدنى غضاضة ولا كراهة ولم ترو حاثة واحدة تدلل وتبرهن أن أنصاريا صدرت منه كلمة تأفف ولا تضجر من هؤلاء الوافدين بل فتحوا لهم أذرعهم وبيوتهم وأموالهم وعن طيب خاطر ، يا أحباب لا نود أن يمر هذا الموقف مر الكرام دونما تحليل فمن عادات الناس أن كل واحد يدافع عن ملكيته الخاصة ويقاتل عنها ويدفع روحه ثمنا لها نأخذ مثلا وهو مثل سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عن الجميع جاء له بماله وبزوجتيه فقال له هذا مالي خذ نصفه وهاتي زوجتي أختر أيهما أحب إليك فأطلقها فتقضي عدتها ثم تتزوجها فقال له بارك الله في مالك وزوجاتك ، دلني على السوق ...... أنظر أنه يعرض عليه ماله وزوجاته وهل هناك ما هو أعز على المرؤ من ماله وزوجاته أنه يعرضهما عليه وعن طيب خاطر ودونما أدنى خصاصة يقول الله تعالى في هذا الخصوص " والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فألئك هم المفلحون " سورة الحشر ، نعم لقد نفوا عن أنفسهم الشح والبخل ونقوا أنفسهم منه أحسن ما تكون التنقية ، تروي كتب السيرة فتقول ما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة ، أي أنهم كانوا يتنازعون فيما بينهم على المهاجرين حتى ينزلوا عندهم ولا يتهربون منهم بل ولم يتركوا الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم حتى يحدد من ينزل على من ولكن كانوا يتنازعون إقامة المهاجرين عندهم وما موقف نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه منا ببعيد هذه واحدة
الأخرى أنهم في بيعة العقبة عقدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدا وبيعية مفادهما - وأود أن نتوقف قليلا مع هذه البيعة وهذا العقد حتى ندرك مقدار هؤلاء القوم - أن يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يمنعوا منه أنفسهم ونساءهم ولا شيء لهم بتاتا في الدنيا ، لا شيء لهم في الدنيا وإنما الجزاء في الآخرة ، وقبلوا راضين مطمئنين دونما تطلع إلى مغنم من مغانم الدنيا ، عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أن الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة إشترط لربك ولنفسك ما شئت ، قال أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعوا منه أنفسكم ونساءكم ، فقالوا ما لنا إن فعلنا ذلك ؟ قال : الجنة ، فقالوا ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل ، " وفي رواية البيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال " فقام إليه أسعد بن زراره وهو أصغر السبعين إلا أنا فقال لهم رويدكم أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة وقتل خياركم وتعضدكم السيوف ، فإما أنكم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند ربكم وإما أنكم تأخذوه فخذوه وأجركم عند الله فقالوا : أبطئ عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلبها أبدا " تتفق الرويتان على تمسكهم الشديد بالبيعة مع علمهم بما سيحدث لهم والدليل على ذلك فقه أصغرهم - أسعد بن زراره- فما بالك بفقه الكبير فيهم ، والأعجب من ذلك هو قولهم " ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل " أي لا نرجع في البيعة ولا نتركك ترجع " والرواية الثانية تبين شدة الإصرار عليها " فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلبها أبدا " .... إصرار شديد مع العلم بمخاطر البيعة والأعجب من ذلك أيضا هو الجزاء على هذه البيعة كجزاء أخروي وفقط وأريد أن نحتفظ بهذه النقطة في الذاكرة لأنها كانت محور من المحاور التربوية في شخصياتهم حتى آخر حياته صلي الله عليه وسلم
أخيرا بعد غزوة حنين وبعد أن أستقر الأمر وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على مسلمة الفتح - الحديثى عهد بالإسلام - وعلى المهاجرين ولم يعط الأنصار شيئا يا إلهي .... لم يعطهم شئيا من غنيمة الحرب.... حتى أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال يا رسول الله وجد هذا الحي من الأنصار عليك - وجد عليه أي هناك شيء في صدره عليه وذلك بسبب الغنائم وتوزيعها - فقال صلى الله عليه وسلم " فكيف أنت يا سعد ؟ قال : أنا رجل من قومي ... أي أنا واحد منهم أجد في نفسي ما يجدون ، فقال صلى الله عليه وسلم إجمع لي الأنصار في هذه الحظيرة ودار هذا الحوار المهيب ، قال صلى الله عليه " يا معشر الأنصار تكلموا فلو قلتم لصدقتم وصدقتكم جئتنا طريدا فآويناك وجئتنا عالة فواسينا فقالوا المن لله ورسوله - في أدب وتواضع جامين - ثم قال صلى الله عليه وسلم ولو شئت لقلت جئتكم ضللا فهداكم الله وجئتكم أذلاء فأعزكم الله ، أما ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله في رحالكم ، أمن أجل لعاعة تألفت بها قلوب قوم ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ، فلو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة لكنت إمرؤا من الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار وظل يدعوا لهم حتى بكوا وأخضلت لحاهم وقالوا رضينا برسول الله حظا وقسما ، أنه يردهم صلى الله عليه وسلم إلى بنود البيعة الأولى التي بايعوا عليها حيث لا أجر في الدنيا وإنما الأجر كله في الآخرة ، وما أعظمها من مكافأة أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم بلدته ومسقط رأسه ويعود معهم إلى ديارهم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى

Saturday, November 15, 2008

المفازة المهلكة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنهكك السير ، تعبت ....تريد أن تكون في خفة الطير ، أطلت وحدقت النظر إلى الغير ، ولم تجني من وراء ذلك إلا كل ضير ، لفحك الشقاء ، تكد وتجد في عناء ، طحنك بكلكله العناء، وعضك بفكيه البلاء ، وصرت تهيم في عماء ، سعيا وراء شيئ تبصره من بعيد .... ما أراه إلا هباء ، ومآله إلى فناء ، صائح يصيح إليك من بعيد ... ما أرى صيحه إلا عواء .... وأمانيه غواء .... وبالجملة أنت تحرث في الفضاء ولا تملك إلا قبض الهواء ... يرنو نظرك من بعيد فترى الماء رقراقا والظل ظليل ، وتظن أن الهواء هناك عليل ، فتشد ساقيك الرحال ، وكلما شدت السعي كلما تباعد الظل وهرب السراب ، فتعلل نفسك بما قطعت من مسافة ، ويخاطبك هاجسك أن أوشكت أن تبلغ فتجد السير مرة أخرى ولا ترى من حولك ممن هلكوا وإحترقوا .... فتمضي وتمضي .... تظن أن خلف الجبال الغنيمة ، ولا تدرك أن العاقبة أليمة .... تمضي وتمضي .... وتحمل على ظهرك الأحجار وتكثر من الأوزار ولو كان هناك إعتبار ... لأبصرت من تساقطوا من جوارك وصار سعيهم بوار والعاقبة خسار ولم يجنوا إلا العار والشنار .... تفني أثمن ما تملك وتبدد أغلى ما عندك ألا وهو عمرك .... ولو وقفت ونظرت إلى ما مضى لأدرك أن ما بقي لابد أن يلحق بما مضي ..... أولى بك أن تجلس على نفسك تنوح ... وتضمد ما عساك تستطيع من الجروح ... علك تكون من الفائزين وتكتب في عداد الناجين .... أنا لم أرسم صورة ولكنها حقيقة تلك حقيقتك أنا وأنت ، هل أدركت ما هي المفازة يا أخي ؟؟؟ إنها الدنيا .... قال عنها السلف " هي هي الدنيا تقول بملئ فيها حذاري حذاري من بطشي وفتكي ، فلا يغرنكم مني إبتسام فقولي مضحك والفعل مبكي " وصفها أحد الزهاد فقال " .... ترقب جميل لكنه يتنغص ، وظل ظليل ولكنه يتقلص ، ومطامع وراء الأودية والمفاوز ، وما هو لما قدر له بمجاوز ، فأنفاسه قبل كل ذلك تعد ، ورحاله تشد ، وعاريته ترد ، والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد ، وما عقبى الباقي ، إلا اللحاق بالماضي ، وما هو إلا أمل مكذوب وأجل محدود " هل فهمت هذه الصورة .... كان ضرار الصدائي من أتباع علي رضي الله عنه وكان شيخا كبيرا قد جاوز الثمانين من عمره ، ذات يوم كان جالسا في مجلس معاوية رضي الله عنه فقال له معاوية : صف لي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال ضرار أعفني من ذلك ، فقال له معاوية لتفعلن - مهددا - فقال ضرار : كان والله بعيد المدى شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدل ، تنطلق الحكمة من جوانبه ويتفجر العلم من أنحائه ، كان يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، كان يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا أستنبأناه ويدنينا إذا أتناه ومع ذلك كنا والله لا نستطيع أن نكلمه مهابة له ، كان يعظم أهل الدين ويحب المساكين ، ..... وأشهد أني رأيته ذات ليلة في محاربه يتملل تملل السليم ويبكي بكاء اللديغ ويخاطب نفسه فيقول " يا دنيا غري غيري ألي توددت ؟ أم إلى تعرضت ؟ قد باينتك ثلاثة لا رجعة فيها فإن مجلسك قصير وخطرك عظيم وأملك حقير ...................آه من قلة الزاد ووحشة الطريق وبعد السفر .... فبكى معاوية وبكى الحاضرون وجعل يمسح دمعه بكمه فقال رحم الله أبا الحسن كان كذلك ..... فكيف كان حزنك عليه يا ضرار ؟؟؟؟ قال حزن من ذبح واحدها في حجرها لا يرقأ لها دمع ولا تجف لها عين .......هو هو التلميذ في مدرسة الأستاذ أثر في نفسه موقفه صلى الله عليه وسلم حيث يقول علي رضي الله عنه دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم و كأنه يدفع عن نفسه شيئا فقلت له بأبي أنت وأمي يارسول الله ويكأنك تدفع عن نفسك شيئا ؟؟؟ فقال هي النيا قد تزينت لي " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وأوصى عبد الله بن عمر رضي الله عنه فيما رواه البخاري فقال " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وأهلي
نلتقي في مره اخرى بإذن الله تعالى

Saturday, October 11, 2008

عقلية الخرافة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءتني رسالة على البريد الألكتروني محتواها الملخص أن شخصا يقسم - والعهدة على الراوي - أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا وأنه يقرأ الأمة السلام ، ثم يطلب هذا الشخص من القراء أن ينشر كل منهم هذه الرسالة على عشرة أشخاص وأن من ينشرها سوف يحدث له خير في ظرف أربعة وأيام وأن من لا ينشرها سوف يصاب بشر خلال هذه الأربعة أيام ، ولا أدري لماذا أربعة أيام ؟؟؟؟ لنكمل - أعادتني هذه الرسالة إلى الوراء أعواما عديدة يوم كنا في المرحلة الإلزامية وقرب الأمتحانات تجد أحدنا يقف على باب الفصل وقد نسخ ورقة عشرة نسخ - ولم يكن يومها الكمبيوتر قد ظهر- ويقوم بتوزيعها وفي هذه الرسالة يطلب من كل واحد مثل المطالب السابقة فقلت نفس الشيء إلا أن الصورة قد تغيرت ، ولا أدري ألا يتوقف قارئ هذه الرسالة مع نفسه ومحتواها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنا السلام إلى يوم الدين وهذا ثابت في صحيح البخاري ومسلم فإلما يهدف ناشر هذه الرسالة إن كان يهدف تذكير الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم فليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى حتى عند العصاة ، ثم نظرت نظرة أعم حول هذه الرسائل الألكترونية التي تتداول بيننا على الأنترنت وتداعت إلى الذاكرة مجموعة لا بأس بها وهي للأسف عددها كبير بعضها يهدف الراسل فيها إلى الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الرسائل التي تتداولت إبان أزمة الرسوم المسيئة في الدنمارك وكان محتواها أن الرسام قد مات محترقا وهذا لم يحدث قطعا وبعضها يهدف إلى إظهار قدرة الله تعالى في خلق عاد ويظهر لك رجل يحفر حول جمجة مدفونة وحجمها كبير جدا بالنسبة له ، وكما هو معلوم لأهل التنقية أن الصور الفتوغرافية يمكن التلاعب بمحتوها بواسطة الوسائل الحديثة - الفوتوشوب مثلا - ورسالة أخرى تقول إن السعودية قد إكتشفت مساكن عاد - الأحقاف - في صحراء الربع الخالي ولكنهم يعمون عليها ولا يريدون أن يعرف أحد بهذا الخبر ولا أدري لماذا اللهم إلا شيء واحد هو أن يكتشف كذب ناقل الخبر، وبالعقل لو إكتشفت المملكة العربية السعودية مثل هذا الإكتشاف لأعلنته للدنيا جميعها لا من أجل إظهار حقبة تاريخية قديمة بل من أجل إظهار بالفعل قدرة الله وصدق رسالته للعالم كافة وأمر آخر أن مساكن عاد لم تكن في الربع الخالي وإنما كانت قرب اليمن وباليمن قبر نبي الله هود عليه السلام وهدف البعض الآخر إلى مقاطعة بعض السلع - الكنتاكي مثلا - فيصورون أن علماء العدو الصهيوني قد إستطاعوا بالهندسة الوراثية أن ينتجوا نوعا من الدجاج لا يوجد له أحشاء ولا ريش - وهذا من أجل ضغط تكلفة تنظيف هذا الدجاج - وأن هذا الدجاج لا يوجد بداخله إلا إلا قلب وأمعاء بسيطة جدا وهو يتغذى على الهرمونات وأن من يأكل هذا الدجاج يصاب بالسرطان ، ومع الرسالة صورة بالفعل لدجاج بلا ريش وهذه الصور أيضا يمكن التلاعب بها بواسطة وسائل التصوير الحديثة ، والجريمة الكبرى في رسالة تم تداولها إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر تقول أن سورة التوبة رقم ( 9 ) في ترتيب المصحف و الآية التي تقول " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين " هي في الجزء الحادي عشر يصبح التاريخ 11-9 موجدا في القرآن وأن القرآن قد تنبأ بهذه الحادثة بل وأبعد من ذلك تقول الخرافة أن الشارع الذي حدث فيه إنهيار برجي التجارة العالمية أسمه " جرف هار " هذا كله هراء أولاً..لا يوجد شارع يحمل هذا الاسم بمدينة نيويورك.ثانياً.. المبنى يقع فى
:Church Street between Liberty and Vesey Streets
هذا هو إسم الشارع الحقيقي ولا أعرف هدف ناشر هذه الرسالة إن كان محسننا ويريد الخير فقد أساء من حيث لا يدري لأنه لوى عنق الآيات والإحصائيات حتى أن نصوصا أخرى من هذه الرسالة تقول أن رقم الآية ( 109 ) هو عدد طوابق البرج وأن عدد الأحرف حتى الآية هو ( 2001 ) وهي سنة الحادثة وكل هذا هراء لأنه يرتكن على أن أحدا لن يمتلك من الصبر ما يعد الحروف حتى الآية و لو كان مسيئا فالقافلة تسير والكلاب تعوي ، وأنا أرى أن مثل هذه الرسالة تحديدا ربما تكون ممن صنعوا الحادثة نفسها حتى يلصقوا بالقرآن تهمة الإرهاب ، ومنذ أيام قلائل نشرت قناة الجزيرة برنامجا عن العلماء الأمريكان يكذبوا روايات المباحث الفدرالية عن أحداث 11 سبتمبر بالدلائل والبراهين ويكشفون كذب نظريات إنهيار المبنى ومن يريد ذلك يراجع قناة الجزيرة الوثائقية برنامج بعنوان ( 11 سبتمبر أخرى ) ، وفي الجملة لو جمعنا هذه الرسائل إلى جوار بعضها لبعض لوجدنا أنها إما تهدف إلى تضخيم قدرات علماء اليهود أو إلصاق التهم بديننا الحنيف أو البعض يهدف إلى الدفاع عن الإسلام أو إظهار قدرة الله ، في النهاية أقول إن قدرة الله لا تحتاج إلى مثل هذه الأمور لإبرازها فهي بادية للقاصي والداني والدفاع عن الإسلام لا يكون بمثل هذه الأراجيف ، وهذه الراسائل لا تعني ألا أننا محل إختبار من قبل أعداء الإسلام وربما قياس قدرة تصورنا للأمور ،وللأسف كلنا يتلقى هذه الرسائل ثم يعيد إرسالها دون النظر إلى محتواها ،هي لا تعني إلا أننا نفكر بعقلية الخرافة ، عقلية تسيطر عليها وتتحكم فيها الأوهام ، وكما هو معلوم للعسكريين أن الحرب النفسية من بينها نوع معروف يسمى حرب الإشاعات ، لا تنشروا مثل هذه الرسائل فإثمها أكبر من نفعها بل لا نفع من ورائها على الإطلاق
نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى

Thursday, September 11, 2008

أيها الولد ..... أيها الأب.... . محاولة لفهم الطرف الآخر وإعطائه قدره

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  • موضوع اليوم هو موضوع من داخل بيوتنا ، فكتير من الآباء إذا جلست تحادثه سمعت منه عبارات التصريح أو التلميح عن عدم الرضا عن أولاده وكتير أيضا من الأمهات وعلى الجهة الأخرى أيضا إذا إستمعت إلى الأبناء ستجد عبارات يفهم منها عدم التوافق وعدم الرضا عن تصرف الآباء ، بداية أقول تعالوا لا نغفل هذه الظاهرة وندفن رؤوسنا في الرمال كما يفعل النعام فتلك حقيقة ملموسة ، في هذا الصدد أقول أن كل من الجانبين - جانب الأبناء وجانب الآباء - ينظر إلى الموضوع من زاوية ضيقة وهي زاوية ما يريد هو لا زاوية ما يريد الطرف الآخر أو تعالوا نسميها ( محاولة فهم الطرف الآخر وإعطائه قدره ) ، وتعالوا نفتح شغاف القلوب لهذا الحديث فهو ليس حديث تبكيت وليس حديث من النوع الوعظي ولكنه حديث من القلب إلى القلب ، فأعرني قلبك ولو للحظات ، نقول بداية ونوجه الخطاب إلى الأولاد فهكذا بدأ الله تعالى ووجه لهم الخطاب بقوله تعالى " .... وبالوالدين إحسانا " نقول أيها إنه أبوك الذي لولاه ما جئت إلى الدنيا أنه أبوك الذي تربيت صغيرا في حجره وكنفه وماله أنه أبوك الذي إذا أصابك المرض سهر عليك وعلى حالك وإنغلق ذهنه عن كل شيئ إلا عن شيئ واحد وهو أن تصحبح صحيحا سليما معاف أنه أبوك الذي عندما طعمت أول لقمة لك في الدنيا لم تسعه الدنيا من الفرحة ، لم تسعه الدنيا من الفرحة عندما صار لك سن تقطع وتمنى لو وضع الدنيا كلها بين يديك ، أنه أبوك الذي الذي إذا أصابك هم أو غم أو كرب تحمله عنك وتصدى له فكان لك الدرع والسيف أنه أبوك الذي يتمنى لك أن تكون أفضل شيئ في الدنيا بل يتمنى أن تكون الدنيا كلها بين يديك ..... أسألك ماذا تجد عليه ؟؟؟ هل تجد عليه أنه فقير مثلا؟؟ المال ظل زائل وعارية مسترجعة ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، هل تجد عليه أنه غير متعلم ؟؟؟... فلولاه ما تعلمت أنت ولا وصلت إلى ما وصلت إليه ، هل يقلقك بمرضه وكثرة تررده على الأطباء والمستشفيات ؟؟؟ .... بئس الإنسان أنت ولا أقول بئس الإبن فعندما كنت تمرض وأنت صغير كان يسهر عليك ولا يكل ولا يمل حتى تعافي .... في هذا الصدد سأل أحد الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كان يقوم على شأن أبيه المريض فقال يا رسول الله أتراني أديت حقه ؟ قال صلى الله عليه وسلم لا فقال الصحابي ولما ؟ فقال صلى الله عليه وسلم لأنك تتمنى موته أما هو فكان يتمنى لك الحياة " نعم تلك المسألة التى كلنا يتهرب منها أو يغض الطرف عنها هي ..... أنك تتمنى موته حتى تعفى من هذا الثقل الملقى على عاتقك .... أما هو .... أما هو فقد كان يتمنى لك الحياة .... معذرة إذا قلت ياله من جحود ، أقول لك هل تجد عليه أنه يلزمك أحيانا برأيه وأقواله .... نعم وتلك مسألة هامة جدا بل هي أحيانا سبب رئيس للصراع بين الآباء والأبنا ء ... أقول لك خبرته وسنين عمره الذي إنصرم يدعوه للتشكك في رأيك فماذا تعرف أنت مقابل عمره ؟؟ أرى أن تلتمس له العذر في وجه نظره تلك حتى تثبت له العكس وتقنعه بالحجة والبرهان أن لك رأي راجح ..... أقول لك هل تغضب منه ؟؟؟ أسألك سؤالا صعبا .....؟؟؟ ألن تبكيه إذا مات ؟؟؟؟ زرت يوما أحد أصدقائي يوم وفاة والده - وقد كان يلاقي ما يلاقي من والده - فقال لي أتذكر يوم زرتك يوم وفاة والدك ؟؟؟؟ قلت له نعم .... قال أتذكرما قلت لي ؟؟؟؟ قلت له لا .... قال أنا أذكرك ... لقد قلت لي : ليته ظل حيا وكل يوم يضرني بنعله ولا أبالي .... في حياة أبيك أنت في ظل ظليل ووراء ترس ثقيل ،، أقرأ معي هذه الحادثة التي جاءت في تفسير القرطبي برواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول :
  • جاء رجل كبير السن يشكو لرسول الله " صلى الله عليه وسلم" ابنه لما رآه منه من عقوق فقال الرجل: يا رسول الله كان ضعيفا ًوكنت قوياً ، وكان فقيراً وكنت غنياً ، فقدمت له كل ما يقدم الأب الحاني للابن المحتاج، ولما أصبحت ضعيفاً وهو قوي، وكان غنياً وأنا محتاج ، بخل علي بماله ، وقصّر عني

  • فأنشد أمية بن أبي الصلت يقول:
    غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً
    تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ
    إِذا لَيلَةٌ نابَتكَ بِالشَكو لَم
    أَبِت لِشَكواكَ إِلّا ساهِراً أَتَمَلمَلُ
    كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي
    طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ
    تَخافُ الرَدى نَفسي عَلَيكَ وَإِنَني
    لَأَعلَمُ أَنَ المَوتَ حَتمٌ مُؤَجَّلُ
    فَلَمّا بَلَغَت السِّنَ وَالغايَةَ الَّتي
    إِليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِلُ
    جَعَلتَ جَزائي غِلظَةً وَفَظاظَةً
    كَأَنَكَ أَنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِلُ
    فَلَيتَكَ إِذ لَم تَرعَ حَقَّ أُبوَتي
    فَعَلتَ كَما الجارُ المُجاورُ يَفعَلُ
    زَعَمتَ بِأَنّي قَد كَبِرتُ وَعِبتَني
    لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ
    وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ
    وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ
    تُراقِبُ مِني عَثرَةَ أَو تَنالَها
    هَبِلتَ وَهذا مِنكَ رَأيٌ مُضَلَلُ
    وَإِنَكَ إِذ تُبقي لِجامي موائِلاً
    بِرَأيِكَ شابّاً مَرَةً لَمُغَفَّلُ
    وَما صَولَةُ الحِقِّ الضَئيلُ وَخَطرُهُ
    إِذا خَطَرتَ يَوماً قَساورُ بُزَّلُ
    تَراهُ مُعِدّاً لِلخِلافِ كَأَنَهُ
    بِرَدٍّ عَلى أَهلِ الصَوابِ مُوَكَلُ
    وَلَكِنَّ مَن لا يَلقَ أَمراً يَنوبُهُ
    بِعُدَّتِهِ يَنزِل بِهِ وَهو أَعزَلُ

  • فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك.
  • أريدك أن تقرأ هذه الأبيات وتحاول أن تتفهم معناه فقد جاء في بعض الروايات أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له سل هذا الرجل عن ما كان يقول في نفسه قبل أن يأتيك فأنشد الرجل هذه الأبيات
  • أيها الأب أقول لك ... حلمك وصبرك وخبرة سنين عمرك ألا تحتمل نزق وطيش إبنك .... محال محال أسوق لك أيها الأب هذه الحادثة لعل فيها ما ينفع :
  • سأل معاوية بن أبي سفيان الأحنف بن قيس عن الولد ، فقال :- يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم أرض ذليلة ، وسماء ظليلة ، وبهم نصول عند كل جليلة ، فإن طلبوا فأعطهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، يمنحوك ودهم ، ويحبّوك جهدهم ، ولا تكن عليهم ثقيلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قربك ويملوا حياتك. فقال له معاوية : لله أنت ! لقد دخلت علىّ وإني لمملوء غيظا على يزيد ولقد أصلحت من قلبي له ما كان فسد.
  • لا تغضبن من نزق إبنك وإندفاعه فتلك طبيعة سنه ولكن أرقبه من قريب لا تتركنه فريسة للأحداث وحيدا فعندما تنوبه نائبه ستكون أشد المحزونين ثم - والأهم - لا تلزمه بما تربيت عليه فأنت تربيت في زمان وجاء هو إلى زمان آخر كما قال علي رضي الله عنه " لا تنشؤوا أولادكم على تنشأتكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم إمنحه الفرصة كي يقوم ببرك فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " رحم الله والدا أعان ولده على بره " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إياك أن تغضب منه فتسخدم سيفك المسلط ، أتدري ما هو سيفك المسلط ؟؟؟؟ هو أن تدعو عليه فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دعوة الوالد على ولده من الدعوات المستجابة ، وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك يشكو ولده فقال له : هل دعوت عليه قال نعم فقال عبد الله إذهب فلقد أفسدته "
  • إذا نظرنا إلى الأمر من هذه الزاوية سيدرك كل منا أن وجوده مع الآخر ما هي إلا فرصة وما هي إلا مرحلة وإما أن تنقضي هي أو ننقضي نحن ، وهذا هو طبع الدنيا ما جمعت إلا لتفرق
  • نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى

Tuesday, August 26, 2008

محمد صلى الله عليه وسلم .........نبي الرحمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يبدو العنوان لوهلته الأولى أن الموضوع قد قتل بحثا وأنه من المسلمات العقلية غير أنني أود أن أنظر إليه من زاوية مختلفة ، في موقف من المواقف طالعت قسمات وجه رجل قد نحتها الزمان بيده وبدى فيها تصاريف الأيام ومجرى الأحداث فقلت في نفسي ما أشد شقاء هذا الرجل ومن هم على شاكلته ثم ثار في نفسي سؤال آخر هو هل يدرك أحد من الناس معاناة هؤلاء البؤساء ؟؟ هل إن لم يبكي عليهم أحد هل يشاركهم أحد البكاء ؟؟ إن الأدباء يقولون " إنك قد تنسى من يشاركك الضحك غير أنك لا تنسى من يشاركك البكاء "" فقلت في نفسى صلى الله على خير الناس من كان يشعر بمعاناة البؤساء وشقاءهم و كان يشاركهم آلامهم وأحزانهم وأوجاعهم بل وأوضاعم ،، لقد كان صلى الله عليه وسلم يرحم الإنسان بإنسانيته المجردة بصرف النظر عن دينه أو عرقه أو نسبه ... يرحمه لأنه إنسان فقلت سيدي يا رسول الله لو أن هذا الخلق موجودا بيننا ما وجد تعيسا ولا حزينا ولا محزونا ولا مكروبا ... كيف يكون ذلك ورسول الله بأخلاقه وصفاته بين الناس أريدك معي أن نتبصر بعضا من تصرفاته فنرى أنه كان خير الناس في كل شيء وكان أرق الناس قلبا وأرحمهم على الإطلاق ...... عاد صلى الله عليه وسلم زيدا بن حارثة وهو مريض فجل ينظر إليه ويبكي ... وروى له رجل كيف وأد إبنته في الجاهليه فجعل يبكي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يعيد القصة ويبكي حتى أن الصحابة لاموا الرجل وقالوا له ويحك أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وعندما جاءه خبر إستشهاد جعفر بن أبي طالب - وكان يحبه حبا شديدا حتى أنه يوم فتح خيبر قدم جعفر من الحبشة فقال صلى الله عليه وسلم " والله لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟؟؟" -عندما جاءه خبر إستشهاده يوم مؤته ذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيت جعفر وجعل يحتضن أولاده ويضمهم إليه ويشمهم ويبكي " أنظر أنه يضمهم ويشمهم ويبكي .... ويكأنه صلى الله عليه وسلم يشم في الأولاد رائحة حبيبه أبيهم جعفر بن أبي طالب حتى أن زوجته السيدة أسماء بنت عميس رضى الله عنها أدركت الأمر فقالت متسآلة يا رسول الله هل أصاب جعفر شيء فقال صلى الله عليه وسلم " جعفر في الجنة أبدله الله بذراعيه جناحان يسرح بهما في الجنة كيفما شاء ".....ثم هل تذكرون معي قصة الرجل الذي شكى أباه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إلى بأبيه ، يقول راوي الحادثة فجاء رجل قد إنحنى ظهره وأكل عليه الدهر وشرب فلما عرض أمره على النبي صلى الله عليه وسلم بكى وقال كلمته المشهورة " أنت ومالك لأبيك " تروي عنه السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول " ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم فإنه كان أبعد الناس من ذلك " وهل ذلك يا أحبة إلا من صميم الرحمة ... ثم إختار طواعية أن يكون فقيرا وما ذاك إلا مشاركة للفقراء فقرهم وكما هو معلوم لأهل الخبرة والتجربة أن المرؤ بغناه ينسى معاناة المعانين وحاجة المحتاجين روى البخاري بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرض علي ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا وفضة فقلت لا يا ربي أجوع يوما وأشبع يوما " وفي رواية أجوع يوما فأذكرة وأشبع يوما فأشكره .... إختار أن يكون فقيرا أشد ما يكون الفقر ، فقر ليس كفقر الفقراء ولكنه أشد من فقر الفقراء حتى أن أصحابه كانوا يربطون الحجر على بطونهم من الجوع ويربط هو الحجرين ...ثم يثور سؤال هام جدا ألا وهو لماذا الرحمة ؟؟؟ أو لما تكون الرحمة ؟ :
إن الرحمة يا أحباب تكون لأمور أولها شفقة بأهل الشقاء ورحمة بهم وليس الترفع والتعالي عليهم ولقد ضرب هو صلى الله عليه وسلم أصعب الأمثل بمشاركة أهل الشقاء شقاءهم وثانيها تكون الرحمة يا أحباب بإدراك مصير المذنب والعاصي ورحمته لذلك وإشفاقا عليه حتى ولو كان هو لا يدري حتى ولو نالك منه العذاب وهكذا هو صلى الله عليه وما موقف الطائف عنا ببعيد وثالثها أنك تضع نفسك موضع الشاقي وترى نفسك هل كنت تحتمل ما يعانيه أم لا سواء كان هذا شقاءاً ماديا أو معصية أو إنتلاءاً وهكذا كان هديه صلى الله عليه وسلم تروي كتب السنة فتقول يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول عيسى بن مريم لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وأنظروا فيها كأنكم عبيد ، إنما الناس رجلان مبتلى ومعاف فارحموا أهل البلاء وأحمدوا الله على العافية " إرحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــموا أهل البلاء وأحمدوا الله على العافية .... لا تنصب نفسك قاضياً على الناس فهذا طائع وهذا عاص وهذا في الجنة وهذا في النار ليس هذا من هديه صلى الله عليه وسلم ، وأخيرا روى البخاري بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قسم الرحمة مائة جزء فإدخر عنده تسعة وتسعين وأنزل جزءا فبه يتراحم الناس حتى أن الفرس لترفع حافرها عن ولدها مخافة أن تصيبه " .... ولله تبارك وتعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها إدخر عنده تسعة وتسعين جزءا من الرحمة .... وجاء في كتب السنة أنه تبارك وتعالى يرحم يوم القيامة رحمة واسعة يتطاول إليها أبليس نفسه ، يظن أن الله تبارك وتعالى ربما يرحمه مع من يرحم ....
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنوبي فلما قرنتها بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ومازلت ذا عفو عن الذنب تجود وتعفو منة وتكرما
نلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى

Thursday, August 7, 2008

معضلة صعبة الفهم إسمها ......الرزق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت المجهر اليوم موضوع من المواضيع الشديدة الحساية الصعبة الفهم بالنسبة للجميع .... من منا لم يهتم بشأن معاشة ومصدر رزقه .... من منا لم يصبه الأرق والحزن والضيق إذاحدث له مكروه في عمله أو تهديد بترك هذا العمل ثم القذيفة الأصعب من ذلك من منا رضي عن رزقه ؟؟؟؟؟؟!!!!! بمعنى أنه قنع بما بين يديه ولم يفرق جهده وسعيه في طلب المزيد .... إن الإجابة هي كلنا ذلك الرجل ..... هل تعلمون أن هذا الرجل خاطئ ووضعه مجانب للصواب ...... إن قضية الرزق يا أحباب كلنا يعلم عنها أمور تشبه المسلمات ألا وهي :
1- أن الرزق كفل للإنسان منذ أن كان في بطن أمه روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفه ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يأتي الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع كلمات رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ..... "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .، معنى النص أن الرزق كتب منذ أن كنت نطفة في بطن أمك هذه واحدة
2- روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم إستبطاء الرزق على معصية الله فما عند الله يطلب بطاعته لا بمعصيته " صدق رسول الله ..... الجملة صعبة الفهم في هذا الحديث هي قوله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .... أجمل في الطلب أي ترفع بطلبك عن الدنايا والصغائر وأعلو إلى ماهو أكبر ..... لا يكن همك لقمة تأكلها أو شملة تلتحفها يقول أحد السلف رضوان الله عليهم " من كان همه ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه " .... لا يكن الهم في الطعام والشراب ...............والسؤال هل خلقك الله لتطعم وتشرب ؟؟؟؟؟ الإجابة يعرفها كل عاقل ... لا
3-ثم أنت تكد وتتعب وتهتم وتنصب من أجل الرزق هل نظرت إلى ما حولك من كائنات الله ومخلوقاته هل لها نفس الكد والتعب والنصب الذي تتعبه وتنصبه الإجابه طبعا لا .... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " رواه البخاري .... بربك قلي هل رأيت يوما عصفورا يقف على شجرته حزينا لأنه خرج يسعى من أجل إطعام أفراخه فلم يجد ؟؟؟؟؟؟؟..... الإجابه طبعا لا..... ما على هذا العصفور سوى أنه يطير يبحث يمنة ويسرة من أجل الرزق عليه البحث والبحث فقط وليس عليه الهم والتعب والنصب وتفرق الفكر وشتاته .... جاء رجل إلى أحمد رضي الله عنه فقال له عظني فقال الإمام " إن كان الرزق على الله حقا فالإهتمام لماذ ؟؟؟؟؟ وإن كان القضاء والقدر حقا فالنصب لماذا ؟؟؟؟ وإن كان منكر ونكير حقا فالجليس لماذا ؟؟؟؟ وإن كان القبر حقا فالأنيس لماذ ؟؟؟؟ " هل نظرت إلى هذه الكلمات هل تعتقد حقا وصدقا أن الله خالقك ورازقك ؟؟؟؟ هل فوضت إليه الأمر حقا في هذا الشأن ؟؟؟؟ إن التفويض يقضي ترك الأمر بالكلية إلى الوكيل .... هل فعلت ذلك ؟؟؟؟ كلنا حين تسأله هذا السؤال تجده يهرع إلى الإجابة متسرعا !!!! نعم أثق أن الله رازقي ... لكن لسان حاله يقول غير ذلك أريدك أن تصغي معي بقلبك لا بأذنك لهذا التوجيه الرباني " يا بن آدم خلقت السموات والأرض ولم أعي بخلقهن أفيعيني رغيف عيش أسوقه إليك في كل حين """ لا والله يا رب لا يعيك شيء يا من وسعت قدرته السموات والأرضين يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه الرزق نوعان رزق تسعى إليه ورزق يسعى إليك ..... وفي هذا يقول السلف " لو ركب بن آدم الريح فرارا من رزقه لركب الرزق خلفه البرق ليدركه """ وإسمع معي إلى ما هو أصعب من ذلك جاء في تفسير القرطبي أن المرأة عندما تنوح على زوجها الذي مات يخاطبها ملك الموت قائلا " والله ما قطعت لو رزقا ولا قصرت له أجلا لقد طفت الأرض مشرقها وغربها أبحث له عن لقمة عيش يأكلها فلم أجد!!! ... وطفت أنهار الدنيا كلها أبحث له عن قطرة ماء يشربها فلم أجد """ ولهذا فالفهم الصحيح أن الإنسان يموت حينما ينقطع رزقه أولا ثم أجله ثانيا .... هل تريد دليلا على ذلك إليك الدليل .... إن أحدنا يمكث أياما في فراش الموت دون أن تدخل جوفه لقمة واحدة ثم يموت !!!!! يا الله .... أخيرا كان مالك بن دينار جالس ذات يوم يأكل فجاء قط فسرق منه قطعة لحم .... فتتبع مالك هذا القط اللص فوجده قد ألقى هذه القطعة أمام جحر ثعبان أعمى!!!!! من الذي سخر هذا القط لرزق ذلك الثعبان الأعمى رغم أن بينهم من الخصومة ما بينهم ؟؟؟؟ ..... أنه الله جل جلاله ..جاء في السنة " أنه بينما داوود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام جالس في مجلسه إذجاءت إمرأة تبكي فقالت له : يا داوود أربك ظالم ؟؟؟؟؟ فقال لها لما ؟؟؟؟ قالت توفى زوجي وترك لي أولادا كنت أغزل عليهم الغزل وأبيعه في السوق فبينما أنا أحمل الغزل على رأسي وأسير به إلى السوق إذ جاء غراب فسرق الغزل !!!! فقال لها داوود عليه السلام إجلسي وهدأ من روعها فبينما هم كذلك إذ دخل عليه ثلاثة تجار وقالوا يا نبي الله كنا في سفينة لنا في البحر فأصابها خرق لم نجد ما نسده به فأقسم كل منا إذا نجا من هذه المصيبة أن يتصدق بعشرة آلاف درهم .... فبينما نحن كذلك إذ ألقى علينا غراب صرة من الغزل فسددنا بها الخرق حتى نجونا ..... يا نبي الله هذه الثلاثون ألف درهم .... فأخذها دواوود عليه السلام ودفعها إلى المرأة وقال لها .... إن الذي يرزق في البر ويلطف في البحر ليس بظالم """" نعم .... نعم جل وعلا شأنه وتعالى عن كل مخلوقاته علوا كبيرا....
نتلقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Tuesday, July 29, 2008

نعمة الأخوة في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ظلال الغياب والبعد أكتب هذا المقال وكلي شوق وحنين إلى لقائكم العزيز مستحضرا في نفسي قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه " المرؤ قليل بنفسه كثير بإخوانه " نعم فالوحدة شيئ مقيت ، نعم هي خير من جليس السوء ، لكن الجنة في ظلال الوحدة كانت شيئ صعب الإحتمال ، جاء في تفسير القرطبي " أن الله تعالى لما خلق آدم وأسكنه الجنة جعل يسير فيها مستوحشا فنام فوجد إمرأة عند رأسه قال لها من أنت قالت لا أدري قال لها أنت خلقت من شيئ حي فأنت حواء " أنظر معي كان في الجنة ...... وكان مستوحشا لأنه بمفرده ، نعم.... نعم فالأنيس والجليس من نعم الله تعالى ولذلك إذا رزقك الله جليسا صالحا فاحمد الله على منته وفضله لسببين :
الأول : لأنه رزقك أنيسا وجليسا ولو شاء لتركك فريسة للوحدة والتفرد
الثاني : أنه صالح ولو شاء الله لجعله طالحا
أخواني لكم هي منة من الله نعمة الإيخاء والحب في في الله ، تفحص معي قوله تعالى " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم أنه عزيز حكيم " الأنفال ..... حديث في معرض الإمتنان على المؤمنين ، يمتن عليهم بأن جمع بين قلوبهم وربطها برباط الإيمان على غير أرحام ولا أموال ولا عرض من أعراض الدنيا ، فالأخ لأخيه كاليدين تغسل إحداهما الأخرى وكالبنيان يشد بعضه بعضا كما تظاهرت بذلك نصوص السنة الشريفة ، يقول الأصمعي " لقيت أقواما كان أحدهم يغيب عن الآخر أياما وإذا لقيه يسأله عن كل شيئ حتى عن دجاج البيت ولو طلب منه دينارا ما أعطاه وصحبت أقواما كان أحدهم يغيب عن الآخر أعواما وإذا لقيه لا يزيد على قوله كيف أنت ولو سأله شطر ماله لأعطاه " ، يقول الشاعر :
لا خير في ود إمرؤ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل
غني إذا إستغنيت عن ماله وفي إحتمال الفقر عنك بخيل
فما أكثر الإخوان حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل
أخير....... جمعنا الله في الجنة .... في مستقر رحمته كما جمعنا على غير أرحام بيننا
إني أحبكم في الله
أخوكم
أبو روان

Wednesday, April 16, 2008

أبشروا ..... إنها إرهاصات نهاية ذلك النظام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في ذلك اليوم - 15 إبريل - إضاف الإخوان المسلمون حلقة أخرى من حلقات التضحيات في سبيل الدعوة والدين والوطن ، لقد حكم على 25 منهم بأحكام تتراوح بين العشر سنوات والسبع سنوات والخمس سنوات والثلاث سنوات وحكم على خمسة عشر رجلا منهم بالبراءة ، غير أنني أعجب كل العجب ممن حكم عليهم بالبراءة وممن أدانوا هل هناك فرق بينهم ، غير أن الإجابة تأتي سريعا إلى الذهن هو أن من حكم عليه بالعشر سنوات هم أناس بالخارج لهم ثقل دولي لم تستطع النظم التي تنعت نفسها بأنها نظم ديمقراطية أن تدينهم في أي شيئ كما قال بذلك الأستاذ يوسف ندى في حواره على قناة الجزيرة حيث أخبر أن المباحث الفدرالية الأمريكية تولت التحقيق معه ولم تدنه كذلك السلطات الإيطالية حتى بلغ مجموع الدول التي نظر فيها في أمره حوالي خمسة وعشرين دولة وكلها لم تدنه ... إلا نحن إستطعنا أن ندينه وأن نصدر عليه حكما غيابيا وأن نجمد مبالغا مالية له هنا في مصر كذلك الحال بالنسبة لرفاقه من ذوي العشر سنوات ، أنا أزعم كما أن بين الحكومة المصرية والحكومة الأمريكية إتفاقية لتعذيب الأسرى لأن الدستور الأمريكي لا يسمح بتعذيب الأسرى فمن الممكن أن يكون الأمر إتفاقية أيضا على أن تتولى الحكومة المصرية إدانته وإخوانه وإصدار أحكام عليه ذلك لأن القانون ليس له وجود عندنا أصلا ، الأعجب من ذلك هو أمر مصادرة الأموال الذي جرى حوله صراع قانوني مرير دار أول ما دار في أروقة المحاكم المدنية التي برأت ساحتهم من تهمة ألصت
بهم وهم منها براء ألا وهي تهمة غسيل الأموال ، وعندما أصدر القضاء المصري العادل النزهيه الحر كلمته ببراءة الشرفاء كان لابد من تحويل الأمر إلى قضاء يأتمر بأمر النظام ، قضاء كل ما عليه أن ينفذ الكلمة التي تملى عليه .... ذلك هو القضاء العسكري وتلك هي المحكمة العسكرية ..... ثم جيئ بالتهمة مرة أخرى وهو غسيل الأموال .... وعندما نفتها المحكمة العسكرية .... كان هناك إصرارا على مصادرة الأموال مما يؤكد ويبرهن على أن الأمر أعد سلفا ودبر بليل وما يدور ما هو إلا مهزلة عسكرية وليست محكمة عسكرية .... أقول أن خيرت الشاطر وإخوانه من يوسف ندا وعلى همت غالب ورفاقهم ممن صدودرت أموالهم أعادوا إلى الأذان السير الأولى .... نعم ... سيرة الصحب الكرام وبالتحديد صهيب الرومي وهو عندما أراد أن يهاجر إلى الله ورسوله وقف المشركون ببابه فقالوا يا صهيب جئتنا صعلوكا لا مال لك وتريد أن تخرج بأموانا .... فقال رضي الله عنه ءإذا أخبرتكم بمالي أكنتم تاركي ؟؟؟ قالوا نعم فقال رضي الله عنه إن المال بمكان كذا ... وخرج مهاجرا إلى الله ورسوله ... وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " ربح البيع أبا يحيى .... ربح البيع يا صهيب " ونزل فيه قول الله تعالى " ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد " سورة البقرة .... أقول لخيرت الشاطر وحسن مالك ويوسف ندا وغيرهم من إخوانهم ربح البيع إن شاء الله والمال هو ثمن الجنة والحرية والنصر لهذا الدين ، غير أن الأمر أثار في نفسي تضاربات عدة هي أن هؤلاء الشرفاء يحكم عليهم بالسجن والمذنبون الحقيقيون من أصحاب السرقات المعروفة تبرأ ساحتهم ويخرجون يعيثون في الأرض فسادا .... لقد برأت المحكمة ساحة أصحاب شركة هايدلينا صاحبة فضيحة أكياس الدم الملوثة الغير مطابقة للمواصفات .... هذه هي إرهاصات النهاية ونذر الزوال لهذا النظام الظالم يقول الله تعالى ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)﴾ (الكهف)، ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ (يونس: من الآية 13)، ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)﴾ (الأنعام).
قضت سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا أن العدل أساس الملك .... يقول شيخ الإسلام بن تيمية "إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويهدم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة .... فالعبرة عند الله بالعدل وليس بالدين ... روى بن حبان وصححه الحاكم واالفظ له عن إبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم قال " كانت أمثالا كها يقول الله فيه " أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أسلطك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكن سلطك لترد عني دعوة المظلوم ودعوة المظلوم لا أدرها ولو كانت من كافر .... " أخيرا أقول إن الله تعالى كما جاء في صحيح البخاري أدخل إمرأة النار في قطة حبستها لم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض .... فما بالك بمن حبس إنسانا ظلما وأخذ أموال أنسان ظلما وبمن حرم أطفالا من والدهم وأسر من عوائلها.... يقول الإمام أبي الحسن الندوي في تعليقه على قول الله تعالى﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)﴾ (الأنعام) إن زوال الظالمين نعمة تستحق الشكر .... أبشروا إن ذلك لقريب وما ذلك على الله بعزيز ولا بعيد ..............اللهم آمين

Monday, April 7, 2008

إنتخابات المحليات 2008 ( أحدث إصدار مصري )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اليوم 7 إبريل 2008 ويبقى يوم واحد على إسدال الستار على إلياذة المحليات المصرية 2008 ، لقد مارس النظام المصري أعلى وأحدث أساليب القمع والمنع لحركة الإخوان المسلمين - المعارض الحقيقي للحزب الوطني - وأعترف أن أساليب القمع والمنع في تقدم مستمر ، وأعتقد أن المدرسة المصرية في هذا المجال قد تفوقت على جميع من سبقوها بل وأزعم أنها قد أخذت ممن سبقوها وأضافت إليها من إسهامتها ما أثرى حركة التزوير في التاريخ المعاصر ، بل وأعترف للنظام المصري أن الأبالسة أجمعين ما زالوا في مرحلة التعليم الإلزامي في كليته العريقة ، أقول إن الأسلوب الذي إنتهجوه هذه المرة أصبح التزوير فيه أملا صعب المنال ، لقد كنا فيما سبق نصل إلى صندوق الإنتخاب وتتم حركة التزوير بأسلوب شيخ الغفر في العزبة ( أي عن طريق تسويد البطاقات ، وإنتخابات الأموات ، والأتوبيسات القادمة من الخارج ..... ) أما الآن فقد أصبحت هذه الطريقة حلما من الأحلام ، إن أسلوب الإقصاء الحالي الذي إستخدموه أسلوب غاية في الحداثة - قدم أوراقك بعد معركة مع طابور طويل من المخبرين على طول أيام التقديم ثم إرسال الأوراق على يد محضر ثم إعتقال المحضر ثم عدم الإدراج ثم نقل المعركة إلى أروقة المحاكم ثم ضرب الحائط بأحكام القضاء ، ليقل القضاء ما يقول وليصدر من الأحكام مايصدر ولتفعل الإدارة التنفيذية ما تريد - هذا الأسلوب من شأنه أن يزيد من إحتقان أبناء هذا الشعب وسخطه على الإدارة التنفيذية بل ويشق صف المجتمع ويسوء العلاقة بين سلطاته الثلاثة - السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية - إن الفكر الدستوري يقضي بإستقلال السلطات بعضها عن بعض- أي نعم - لكن هذا الإستقلال يعني أن كل سلطة لا تخضع للأخرى بأي نوع من أنواع التأثير ، غير أن الفكر المصري الحديث أوجد تفسيرا جديدا لإستقلال السلطات ألا وهو أن السلطة القضائية من حقها أن تصدر ما تشاء من أحكام ومن حق السلطة التنفيذية أن تنفذ ما تشاء وتذر ما تشاء ، قمة الفقة الحديث في تفسير الدستور ، هذا الفقة المعاصر من شأنه أن يوجد في نفس المواطن المصري إستهانة بالسلطة القضائية وإستخفاف بها حيث أن أحكامها غير نافذه وغير ملزمة وبالتالي يوضع القضاة في برج عاجي في مكانة تشبه الفلاسفة والمنظرين البعيدين عن الواقع .
ثم بعد ذلك الإقصاء والمنع يسمح بمرشحين من أحزاب هامشية كرتونية - غير ممثلة تمثيل حقيقي في الشارع وعلى أحسن الأحوال لا يتعدى جمهور الحزب منهم الألف فرد هم الأعضاء المؤسسون لهذا الحزب - أن تدرج أسماؤهم في قوائم التصويت بل وأزعم أنهم ربما ينجحون في هزلية أشبه ما تكون بالصفقة المشبوهة بين هذه الأحزاب الباحثة عن الوجود وبين الحزب الوطني وذلك حتى تخرج الأبواق الإعلامية تترنم بأهازيج الديمقراطية وحرية الرأي التي نحن أبعد مانكون عنها .

أخيرا رسالة إلى الأمن المركزي ورجاله البواسل الذين صاروا عصا غليظة على أبناء هذا الشعب أقول لهم إن من تحمونهم عندما توشك السفينة على الغرق سيكونون أول القافذين منها ويتركوكم في مهب الريح ، إن حركات القمع والإخراس لهذا الشعب لن تدوم طويلا وأرى أن السيل بدأ ينهمر وسيطيح بأي شيئ يقف في وجهه أيا كان هذا الشيئ ، أقول لهم إن الله تعالى قال " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص هذا الجمع للظالم ووزيره وجنده كان جماعا في المصير كما كان جمعا في الحكم ، عندما غرق فرعون لم يغرق بمفرده بل غرق بمن معه
أسال الله تعالى أن يخلص مصرنا الحبيبة من شلة الفاسدين والطامعين والمنتفعين وممن سار على نهجهم أجمعين اللهم آمين

إنتخابات المحليات 2008 ( أحدث إصدار مصري )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اليوم 7 إبريل 2008 ويبقى يوم واحد على إسدال الستار على إلياذة المحليات المصرية 2008 ، لقد مارس النظام المصري أعلى وأحدث أساليب القمع والمنع لحركة الإخوان المسلمين - المعارض الحقيقي للحزب الوطني - وأعترف أن أساليب القمع والمنع في تقدم مستمر ، وأعتقد أن المدرسة المصرية في هذا المجال قد تفوقت على جميع من سبقوها بل وأزعم أنها قد أخذت ممن سبقوها وأضافت إليها من إسهامتها ما أثرى حركة التزوير في التاريخ المعاصر ، بل وأعترف للنظام المصري أن الأبالسة أجمعين ما زالوا في مرحلة التعليم الإلزامي في كليته العريقة ، أقول إن الأسلوب الذي إنتهجوه هذه المرة أصبح التزوير فيه أملا صعب المنال ، لقد كنا فيما سبق نصل إلى صندوق الإنتخاب وتتم حركة التزوير بأسلوب شيخ الغفر في العزبة ( أي عن طريق تسويد البطاقات ، وإنتخابات الأموات ، والأتوبيسات القادمة من الخارج ..... ) أما الآن فقد أصبحت هذه الطريقة حلما من الأحلام ، إن أسلوب الإقصاء الحالي الذي إستخدموه أسلوب غاية في الحداثة - قدم أوراقك بعد معركة مع طابور طويل من المخبرين على طول أيام التقديم ثم إرسال الأوراق على يد محضر ثم إعتقال المحضر ثم عدم الإدراج ثم نقل المعركة إلى أروقة المحاكم ثم ضرب الحائط بأحكام القضاء ، ليقل القضاء ما يقول وليصدر من الأحكام مايصدر ولتفعل الإدارة التنفيذية ما تريد - هذا الأسلوب من شأنه أن يزيد من إحتقان أبناء هذا الشعب وسخطه على الإدارة التنفيذية بل ويشق صف المجتمع ويسوء العلاقة بين سلطاته الثلاثة - السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية - إن الفكر الدستوري يقضي بإستقلال السلطات بعضها عن بعض- أي نعم - لكن هذا الإستقلال يعني أن كل سلطة لا تخضع للأخرى بأي نوع من أنواع التأثير ، غير أن الفكر المصري الحديث أوجد تفسيرا جديدا لإستقلال السلطات ألا وهو أن السلطة القضائية من حقها أن تصدر ما تشاء من أحكام ومن حق السلطة التنفيذية أن تنفذ ما تشاء وتذر ما تشاء ، قمة الفقة الحديث في تفسير الدستور ، هذا الفقة المعاصر من شأنه أن يوجد في نفس المواطن المصري إستهانة بالسلطة القضائية وإستخفاف بها حيث أن أحكامها غير نافذه وغير ملزمة وبالتالي يوضع القضاة في برج عاجي في مكانة تشبه الفلاسفة والمنظرين البعيدين عن الواقع .
ثم بعد ذلك الإقصاء والمنع يسمح بمرشحين من أحزاب هامشية كرتونية - غير ممثلة تمثيل حقيقي في الشارع وعلى أحسن الأحوال لا يتعدى جمهور الحزب منهم الألف فرد هم الأعضاء المؤسسون لهذا الحزب - أن تدرج أسماؤهم في قوائم التصويت بل وأزعم أنهم ربما ينجحون في هزلية أشبه ما تكون بالصفقة المشبوهة بين هذه الأحزاب الباحثة عن الوجود وبين الحزب الوطني وذلك حتى تخرج الأبواق الإعلامية تترنم بأهازيج الديمقراطية وحرية الرأي التي نحن أبعد مانكون عنها .

أخيرا رسالة إلى الأمن المركزي ورجاله البواسل الذين صاروا عصا غليظة على أبناء هذا الشعب أقول لهم إن من تحمونهم عندما توشك السفينة على الغرق سيكونون أول القافذين منها ويتركوكم في مهب الريح ، إن حركات القمع والإخراس لهذا الشعب لن تدوم طويلا وأرى أن السيل بدأ ينهمر وسيطيح بأي شيئ يقف في وجهه أيا كان هذا الشيئ ، أقول لهم إن الله تعالى قال " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص هذا الجمع للظالم ووزيره وجنده كان جماعا في المصير كما كان جمعا في الحكم ، عندما غرق فرعون لم يغرق بمفرده بل غرق بمن معه
أسال الله تعالى أن يخلص مصرنا الحبيبة من شلة الفاسدين والطامعين والمنتفعين وممن سار على نهجهم أجمعين اللهم آمين

Sunday, January 20, 2008

غزة .....ورقة التوت الأخيرة

غزة ........ورقة التوت الأخيرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ومن اتبع نهجه وسار على منواله إلى يوم الدين ... اللهم آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وقفت طويلا أمام الأحداث التي تجري رحاها حاليا في الأرض المحتلة وتحديدا في قطاع غزة ، إن هذه الأحداث تضع على عواتقنا أكليل من العار والشنار ، ذلك لأن الآلة العسكرية الإسرائيلية بحدها وحديدها تطحن في الفلسطنين المحاصرين المعزولين عن العالم وسط صمت غربي من الشعوب ومن المؤسسات الدولية مع مباركة عربية ، ، نود في هذه الإطلالة السريعة على هذه الأحداث أن نتناول بعض معطيات الأمر بنوع من التحليل :
أولا : مؤتمر غامض تم عقده من فترة في الولايات المتحدة الأمريكية ولم يعلن المؤتمرون عما توصلوا إليه من نقاط إتفاق أو ما هي مقررات هذا المؤتمر ... طبعا هذا المؤتمر هو مؤتمر " أنابوليس "، ولقد عجبت كل العجب للوهلة الأولي من هذا المؤتمر فقلت في نفسي هل من الممكن أن يأتي من وراء الولايات المتحدة الأمريكية خير أو سلام للعرب عامة وللفلسطينين خاصة ، وإذا سلمنا جدلا أن ذلك ممكن فإنه يصبح من غير الممكن من حكومة يمينية متطرفة مثل حكومة جورج بوش ،
ثانيا : أعقب هذا المؤتمر بعد فترة زيارة غير ميمونة للرئيس الأمريكي للمنطقة في توقيت يلقي ظلال من الشك على النوايا والمقاصد من هذه الزيارة، وكذلك الدول التي خصها بالزيارة ( ما يعرف بإسرائيل ثم فلسطين – لم يقابل الحكومة الشرعية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني وإنما قابل من يوافقونه في نهجه – ثم الكويت ثم المملكة العربية السعودية وأخيرا مصر )
ثالثا مجريات الأحداث في أعقاب هذه الزيارة من تصعيد شديد لإسرائيل ضد الفلسطينين
في ثنايا هذه المقدمات الثلاث نحاول تحليل الحدث وإستنتاج ما قد يجري :
- يبدو أن مؤتمر أنا بوليس قد تم الإتفاق فيه بين المؤتمرين على تصفية المقاومة الفلسطينية عامة وتحديدا حماس بأي وسيلة وذلك طبعا في إتفاق غير معلن ، وعجيب الأمر أن حكومة حركة حماس حكومة منتخبة إنتخابا شرعيا من قبل الشعب الفلسطيني أي أنها طبقا للديمقراطية التي ينادي بها الأمريكان حكومة شرعية ممثلة للشعب الفلسطيني ، ولكن يبدو أن نتائج هذه الديمقراطية مقبولة ومباحة للجميع إلا الإسلاميين ، وأمر تصفية حكومة حماس عهد به من ذي قبل لحكومة محمود عباس من محاولات مباشرة تم كشفها من قبل حماس ثم محاولات إلتفافية بالدعوى إلى إنتخابات مبكرة وطبعا نتيجتها معروفة مسبقا
- بعد فشل حكومة محمود عباس البديلة والتي شكلها سليمان فياض وزير المالية الأسبق في تصفية حكومة إسماعيل هنية تم تشديد الحصار على غزة تحديدا والتي هي معقل حماس وحكومتها وذلك بغلق المعابر ثم قطع التيار الكهربائي عنها ثم تخفيض حصتها من الوقود وذلك في إجراءات خنقية للشعب الفلسطيني حتى يضج من حكومته المنتخبة العاجزة عن الوفاء بضروريات حياته
- جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن من تمسك الشعب الفلسطيني بحكومته وصبره على الحصار وقلة التيار الكهربائي والوقود والدواء والغذاء بل وضروريات الحياة الأجمع مما أصبح معه من الصعب الإستمرار في هذه الأجراءات التي تستنزف الوقت وتعطي الفلسطينين صلابة أقوى وصمودا أشد
- التلويح بإمكانية معاقبة دول الطوق ( مصر وسوريا والأردن ولبنان ) في حالة مساعدة الشعب الفلسطيني أو عدم حماية الحدود الخاصة بإسرائيل وبالفعل تم ذلك من قبل الإدارة الأمريكية بتخفيض المعونة الأمريكية لمصر بدعوى عدم قيام الحكومة المصرية بحماية الحدود مع إسرائيل من تسللات الإرهابيين ويكأن الحكومة الأمريكية تود من الحكومة المصرية أن تلعب دور الشرطي بالوكالة على الحدود الإسرائلية ، وذلك دون النظر إلى حساسية الوضع بالنسبة للشعوب التي لن تقبل العمالة لصالح إسرائيل أو خدمة أهداف أمريكيا في المنطقة بمثل هذا الشكل
- من ثنايا هذه النقاط يمكن القول أن جورج بوش جاء إلى المنطقة من أجل دعم ما تم الإتفاق عليه في أنا بوليس بل و الإسراع بتنفيذه قبل نهاية مدة ولايته ويؤيد هذا ويعضده زيادة حدة الأعمال العسكرية على الفلسطينين قبيل إنتهاء زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة
- من الممكن حتى يتم الإجهاز على المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حكومة حماس تحديدا القيام إغتيال إسماعيل هنية رئيس الوزراء المنتخب وأنا أعتقد أن هذا الأمر يدرس بشدة في الآونة الرهنة وأن المسألة ما هي إلى علاقة مصالح ومفاسد وإذا رجحت كفة المصلحة في إعتيال إسماعيل هنية فسيحلق بسابقيه من الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي وغيرهم من قيادات الحركة ، فبقاء إسماعيل هنية حيا إلى الآن لا يعني قوة الإستحكمات حوله بقدر ما يعني دراسة الأمر بالنسبة لشعوب المنطقة في حالة إغتياله
أخيرا ... الأمر جد خطير فيما يتعلق بشعب يكافح المرض والحصار ونقص إمكانيات الحياة ويواجه جيشا كاملا وإجراءات إنتقائية لمن يتم إغتيالهم وسط صمت وعمالة وخيانة من الأنظمة العربية ، وماذا عليهم لو غضوا الطرف عن عمل الشعوب وتركوها تعمل في حل هذه القضية إن كانوا هم متورطين دبلوماسيا ، وموضوع غض الطرف هذا يؤيده أمر آخر غير متطلبات العقيدة والدين وهو بعد الأمن القومي أم أن إسرائيل أصبحت لا تمثل تهديدا لدول الطوق ؟؟؟؟؟
اللهم أنصر إخواننا في فلسطين على اليهود والأمريكان ومن سار على منوالهم اللهم آمين

Sunday, January 6, 2008

في ظلال إحتفاليات أبو حصيرة السابقة ...( هل بدأ جحا مرحلة ما بعد المسمار )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأعزاء تحية طيبة وبعد
تتدفق الكلمات وتتزاحم المشاعر ويموج الغضب في الصدر والخوف يعتصر القلب كمدا وحزنا على هذا البلد العزيز وأهله الطيبين ، وكأن هناك قوى داخلية تدعمها قوى خارجية أو تشد من أزرها على طمس هوية هذا البلد ومحاربته في دينه وعقيدته وسلخه من معالمه إسلامه وعلمنته وطلائه بلون لا يعرف ولا يألفه ... هذا الكلام تعبيرا على الأحداث المنصرمة من إحتفاليات أبو حصيرة هذا المزعوم الذي لا أعرف إن كان موجودا أصلا ... ويرجح ظني أنه لا وجود له كعادة اليهود ومن ثنايا سوابقهم التاريخية ... فهم لهم خرافات ينسجونها يهدفون منها إلى أهداف ومرامي تخدم مصالحهم وأغراضهم الدنيئة القذرة .... قس على ذلك أو خذ مثالا " الهولو كوست " مثلا أشهر هذه الأمثلة ... هل عرف التاريخ مذبحة قتل فيها حوالي الخمسة ملايين يهودي كما يزعمون .... ولكن أقول لك الحق ، وليس الحق حكرا علي ولكن ما شهدت به الأعداء ... يقول المؤرخ اليهودي " ديفد إرفنج " إن أسطورة الهولوكست خرافة تحرسها مجموعة من أسماك القرش ، وذلك في إشارة منه إلى الخامات اليهود وبالفعل حدث ما توقعه هو حيث أباح الحاخامات اليهود قتله ... الجميل هنا أو الشاهد أن ديفد إرفنج يهودي يبطل مزاعمهم .... معذرة للإطالة في هذا الأمر ولكن أردت الإشارة أن أبو حصيرة هذا المزعوم تماما مثله مثل أسطورة الهولوكست مثله مثل أسطورة أرض المعاد وشعب الله المختار وهلم جرا من أساطيرهم .... وإذا كان ذلكل كذلك فلا عجب ولكن العجب العجيب أن ترى بني جلدتنا يسنون القوانين بإعتبار هذا المكان القذر .... - نعم القذر فقد قذروه بمعاصيهم لله وإنتهاكهم لحرماته- مزار سياحي ومعلم تاريخي ، وهل هذه مظاهر عبادة جاءت من عند الله تبارك وتعالى ... " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون " هذه الآية لا أسوقها إلى اليهود وإنما أسوقها لمن يقولون أنهم يمارسون شعائر دينية ، بل وأبعد من ذلك ترى جيوش جرارة لحمايتهم وتأمين مجيئهم ... إن من يرى هذا المكان ساعة الإحتفال يدرك أن أهله غرباء وأن المحتفلين ما هم إلا محتليين ونحن مباركون لهذا الإحتفال وكل شيئ على مرأى ومسمع من قيادتنا المباركة ... أقول هل يعيد التاريخ نفسه كما حدث مع عرب فلسطين ؟؟، هل يشتري اليهود ما حول ضريحهم المزعوم ؟؟ إن نواقيس الخطر ياسادة تدق - ولا أزعم أني أدقها - إن أهل قرية دميتوه فقراء بسطاء وبعضهم جهلاء مطحونين بنقص الخدمات وضعف الإمكانيات والمبالغ المدفوعة مغرية وكبيرة ، ياسادة لقد وصل سعر الفدان إلى مليون جنية !!!! مبلغ كبير يدفع في شيئ يساوي نصف المبلغ أو يزيد ... يدفع لرجل فقير ... ضعيف الإمكانيات كل ما يتمناه هو أن يطفو على وجه الحياة .... السؤال هو ماذا تنظر من هذا الرجل ؟؟؟؟ أنا أراه أنه سيبيع !!! إن لم يبع تحت ضغط الإمكانيات سوف يبيع كنوع من العقوبة لمن يحكموه !!!!.... والذين يسلكون مسلك العقاب للنظام وأتباعه على هذا النهج كثير ... أن لا أتجنى ولا أدعي وعندي من الأدلة الكثير .... أقول لك دليل صارخ وواضح ألاوهو الشباب الذين يذهبون إلى سيناء ويتزوجون من يهوديات ويتجنسون بالجنسية اليهودية ويذهبون للعمل في إسرائيل ألا ترى في ذلك إجراءا عقابيا !!!!! لقد وصل عددهم إلى حوالي الأربعين ألفا ، سؤالي هو هل تجاوز حجا مرحلة ما بعد المسمار ؟؟؟ - كما تقضي القصة الشعبية المعروفة - هل جاء جحا ليدعم ملكيته للمسمار بشراء البيت كله ؟؟؟ لا بد لنا من يقظة لله ورسولة وفظنة لما يراد بنا وعلما بمخططات أعدائنا ، تعالو نوقد جذوة الغيرة في صدورنا ، غيرة لله ورسوله ، وغيرة على ديننا وعرضنا وأرضنا وبلدنا
ألا هل بلغت اللهم فأشهد ......ألا هل بلغت اللهم فأشهد.............ألا هل بلغت اللهم فأشهد
أعتذر للإطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته