السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءتني رسالة على البريد الألكتروني محتواها الملخص أن شخصا يقسم - والعهدة على الراوي - أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا وأنه يقرأ الأمة السلام ، ثم يطلب هذا الشخص من القراء أن ينشر كل منهم هذه الرسالة على عشرة أشخاص وأن من ينشرها سوف يحدث له خير في ظرف أربعة وأيام وأن من لا ينشرها سوف يصاب بشر خلال هذه الأربعة أيام ، ولا أدري لماذا أربعة أيام ؟؟؟؟ لنكمل - أعادتني هذه الرسالة إلى الوراء أعواما عديدة يوم كنا في المرحلة الإلزامية وقرب الأمتحانات تجد أحدنا يقف على باب الفصل وقد نسخ ورقة عشرة نسخ - ولم يكن يومها الكمبيوتر قد ظهر- ويقوم بتوزيعها وفي هذه الرسالة يطلب من كل واحد مثل المطالب السابقة فقلت نفس الشيء إلا أن الصورة قد تغيرت ، ولا أدري ألا يتوقف قارئ هذه الرسالة مع نفسه ومحتواها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنا السلام إلى يوم الدين وهذا ثابت في صحيح البخاري ومسلم فإلما يهدف ناشر هذه الرسالة إن كان يهدف تذكير الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم فليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى حتى عند العصاة ، ثم نظرت نظرة أعم حول هذه الرسائل الألكترونية التي تتداول بيننا على الأنترنت وتداعت إلى الذاكرة مجموعة لا بأس بها وهي للأسف عددها كبير بعضها يهدف الراسل فيها إلى الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الرسائل التي تتداولت إبان أزمة الرسوم المسيئة في الدنمارك وكان محتواها أن الرسام قد مات محترقا وهذا لم يحدث قطعا وبعضها يهدف إلى إظهار قدرة الله تعالى في خلق عاد ويظهر لك رجل يحفر حول جمجة مدفونة وحجمها كبير جدا بالنسبة له ، وكما هو معلوم لأهل التنقية أن الصور الفتوغرافية يمكن التلاعب بمحتوها بواسطة الوسائل الحديثة - الفوتوشوب مثلا - ورسالة أخرى تقول إن السعودية قد إكتشفت مساكن عاد - الأحقاف - في صحراء الربع الخالي ولكنهم يعمون عليها ولا يريدون أن يعرف أحد بهذا الخبر ولا أدري لماذا اللهم إلا شيء واحد هو أن يكتشف كذب ناقل الخبر، وبالعقل لو إكتشفت المملكة العربية السعودية مثل هذا الإكتشاف لأعلنته للدنيا جميعها لا من أجل إظهار حقبة تاريخية قديمة بل من أجل إظهار بالفعل قدرة الله وصدق رسالته للعالم كافة وأمر آخر أن مساكن عاد لم تكن في الربع الخالي وإنما كانت قرب اليمن وباليمن قبر نبي الله هود عليه السلام وهدف البعض الآخر إلى مقاطعة بعض السلع - الكنتاكي مثلا - فيصورون أن علماء العدو الصهيوني قد إستطاعوا بالهندسة الوراثية أن ينتجوا نوعا من الدجاج لا يوجد له أحشاء ولا ريش - وهذا من أجل ضغط تكلفة تنظيف هذا الدجاج - وأن هذا الدجاج لا يوجد بداخله إلا إلا قلب وأمعاء بسيطة جدا وهو يتغذى على الهرمونات وأن من يأكل هذا الدجاج يصاب بالسرطان ، ومع الرسالة صورة بالفعل لدجاج بلا ريش وهذه الصور أيضا يمكن التلاعب بها بواسطة وسائل التصوير الحديثة ، والجريمة الكبرى في رسالة تم تداولها إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر تقول أن سورة التوبة رقم ( 9 ) في ترتيب المصحف و الآية التي تقول " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين " هي في الجزء الحادي عشر يصبح التاريخ 11-9 موجدا في القرآن وأن القرآن قد تنبأ بهذه الحادثة بل وأبعد من ذلك تقول الخرافة أن الشارع الذي حدث فيه إنهيار برجي التجارة العالمية أسمه " جرف هار " هذا كله هراء أولاً..لا يوجد شارع يحمل هذا الاسم بمدينة نيويورك.ثانياً.. المبنى يقع فى
:Church Street between Liberty and Vesey Streets
هذا هو إسم الشارع الحقيقي ولا أعرف هدف ناشر هذه الرسالة إن كان محسننا ويريد الخير فقد أساء من حيث لا يدري لأنه لوى عنق الآيات والإحصائيات حتى أن نصوصا أخرى من هذه الرسالة تقول أن رقم الآية ( 109 ) هو عدد طوابق البرج وأن عدد الأحرف حتى الآية هو ( 2001 ) وهي سنة الحادثة وكل هذا هراء لأنه يرتكن على أن أحدا لن يمتلك من الصبر ما يعد الحروف حتى الآية و لو كان مسيئا فالقافلة تسير والكلاب تعوي ، وأنا أرى أن مثل هذه الرسالة تحديدا ربما تكون ممن صنعوا الحادثة نفسها حتى يلصقوا بالقرآن تهمة الإرهاب ، ومنذ أيام قلائل نشرت قناة الجزيرة برنامجا عن العلماء الأمريكان يكذبوا روايات المباحث الفدرالية عن أحداث 11 سبتمبر بالدلائل والبراهين ويكشفون كذب نظريات إنهيار المبنى ومن يريد ذلك يراجع قناة الجزيرة الوثائقية برنامج بعنوان ( 11 سبتمبر أخرى ) ، وفي الجملة لو جمعنا هذه الرسائل إلى جوار بعضها لبعض لوجدنا أنها إما تهدف إلى تضخيم قدرات علماء اليهود أو إلصاق التهم بديننا الحنيف أو البعض يهدف إلى الدفاع عن الإسلام أو إظهار قدرة الله ، في النهاية أقول إن قدرة الله لا تحتاج إلى مثل هذه الأمور لإبرازها فهي بادية للقاصي والداني والدفاع عن الإسلام لا يكون بمثل هذه الأراجيف ، وهذه الراسائل لا تعني ألا أننا محل إختبار من قبل أعداء الإسلام وربما قياس قدرة تصورنا للأمور ،وللأسف كلنا يتلقى هذه الرسائل ثم يعيد إرسالها دون النظر إلى محتواها ،هي لا تعني إلا أننا نفكر بعقلية الخرافة ، عقلية تسيطر عليها وتتحكم فيها الأوهام ، وكما هو معلوم للعسكريين أن الحرب النفسية من بينها نوع معروف يسمى حرب الإشاعات ، لا تنشروا مثل هذه الرسائل فإثمها أكبر من نفعها بل لا نفع من ورائها على الإطلاقنلتقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى