السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يظنن ظان أن هذا العنوان للدعاية أو للعب بالعواطف ولكنها فعلا حقيقة رأيتها بعيني هنا في العاصمة الإمارتية أبو ظبي وتحديدا في مسجد محمد بن زايد وهو من أكبر مساجد العاصمة ، في خلال إقامتي شهدت ثلاثة حالات لإشهار الإسلام ، و لكم كان هذا الموقف رهيبا ترتجع فيه المشاعر وتهتز ، حتى أنه في أحد هذه المواقف وقف هذا الوافد الجديد على الإسلام بجوار إمام المسجد حتى يشهر إسلامه أمام جموع المصلين وبعدما إنتهى الإمام من تلقينه للشهادة وأنتهى هو من ترديدها خلفه بصعوبة بالغة نظرا لعدم معرفته بالعربية تعالت أصوات التكبير بالمسجد ورأيت بعيني أناسا يبكون من الفرح بإسلام هذا الرجل وبقدوم وافد جديد على الإسلام ، ولكم هي مشاعر لا يعرفها إلا من أحسها ففي كل مرة يقول الإمام إلتمسوا منه الدعاء فإنه مغفور الذنب ، هل تتخيل معي أنك أمام رجل أنجاه الله من النار وأخرجه من الظلمات إلى النور ومحى خطاياه السابقة وحطها عنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " والإسلام يجب ما قبله " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام إلتمسوا منه الدعاء فإنه مغفور الذنب ، شخص نجا من النار وأخرج من الظلمات إلى النور ومحيت خطاياه وأبدله الله بها حسنات وفتحت له صحيفة أعمال بيضاء ناصعة البياض ياله من خير عميم وفضل كبير ، وإكمالا لجلال المشهد بعد تكبير المصلين وتعالي الأصوات بالتكبير تراهم يصرون على مصافحته ومعانقته كأن بينهم أشد أواصر الدم وصلة القربى أنه الإسلام لا سواه وهو الله جل في علاه الذي زرع في القلب حب رجل لا تعرفه و البعد بينكما بعد المشرقين ولكنك تجد له حبا في قلبك ربما يفوق حب نفسك .... بصراحة لا أجد تعبيرا يفي بجلال هذا الموقف وحساسيته وثارت في خاطري تساؤلات عدة ، كيف جاء هذا الرجل إلى الإسلام ؟؟ هل بذل المسلمون جهدهم لإخراجه من الظلمات إلى النور ؟؟ هلى يحمل المسلمون هم نصرة الإسلام وتبليغه إلى ما عداهم من غير العرب أو من من لم تبلغهم الرسالة ؟ أذكر يوم أن كانت صحيفة الشعب - فك الله أسرها هي وكل مأسور - تصدر قامت بعمل تحقيق صحفي عن المسلمين في جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق بعيد إنهياره وساق المحرر صورة لرجل مسن يبكي وعلق تحتها " هذا الشيخ قبل يدي وبكى لأني عربي وقادم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنظر معي إلى هذا التعليق أن المسلمين العجم يظنون أنه طالما أنت عربي فأنت لك صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم بل وينظرون إليك على أنك منبع الدين ومنهله والحقيقة كلنا يعلمها ، أذكر أن أحد الدعاة أخبرني أنه كان يلقي محاضرة في مركز إسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية وبعد إنتهائه قام أحد الجالسين وصافحه وبكى وقال له " إن الله تعالى سيسألكم عن والدي الذي مات على النصرانية لما لم تبلغوا له هذه الرسالة ؟؟" هل نستشعر نحن هذه المسؤولية حيال هؤلاء القوم بل هل نكون عند ظنهم بنا ، أعود إلى تلك الحادثة موضوع المقال فهذا الرجل إهتدى للإسلام ليس عن جهد من أبنائه وإنما عن بحث ودراسة قام هو بها حتى شرح الله قلبه للإسلام هكذا هو ومن سبقوه ما بالنا نقصر في أداء المهمة التي أنيطت بأعناقنا ؟؟ لما هذا التكاسل والتراخي حيال الأمانة التي حملناها ؟؟ إن هذا الرجل وسابقيه قد إهتدوا للإسلام دون جهد منا فماذا لو قمنا بالتبليغ كما أمرنا ؟؟ شاهدت أحد المسلمين الأمريكان وحاورته و شعرت تجاهه بشفقة عارمة لأنه يجهل أمورا لا يصح إسلامه إلا بها ، إن أكاليلا من التقصير تكلل رؤوسنا حيال إسلامنا وحيال الإنسانية جمعاء ما أصدق قول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله " الإسلام قضية رابحة في أيدي محامين جهلاء " ، في موطن إسلام هذا الرجل من الله علي بتسجيل هذه الحادثة وأريد منكم أن تشاهدوها وتشاهدوا نعمة الله التي نرفل فيها ونحن لا ندري ، نعمة أنك مسلم ، ونعمة أنك عربي
والآن أترككم مع التسجيل