Thursday, August 7, 2008

معضلة صعبة الفهم إسمها ......الرزق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت المجهر اليوم موضوع من المواضيع الشديدة الحساية الصعبة الفهم بالنسبة للجميع .... من منا لم يهتم بشأن معاشة ومصدر رزقه .... من منا لم يصبه الأرق والحزن والضيق إذاحدث له مكروه في عمله أو تهديد بترك هذا العمل ثم القذيفة الأصعب من ذلك من منا رضي عن رزقه ؟؟؟؟؟؟!!!!! بمعنى أنه قنع بما بين يديه ولم يفرق جهده وسعيه في طلب المزيد .... إن الإجابة هي كلنا ذلك الرجل ..... هل تعلمون أن هذا الرجل خاطئ ووضعه مجانب للصواب ...... إن قضية الرزق يا أحباب كلنا يعلم عنها أمور تشبه المسلمات ألا وهي :
1- أن الرزق كفل للإنسان منذ أن كان في بطن أمه روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفه ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يأتي الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع كلمات رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ..... "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .، معنى النص أن الرزق كتب منذ أن كنت نطفة في بطن أمك هذه واحدة
2- روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم إستبطاء الرزق على معصية الله فما عند الله يطلب بطاعته لا بمعصيته " صدق رسول الله ..... الجملة صعبة الفهم في هذا الحديث هي قوله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .... أجمل في الطلب أي ترفع بطلبك عن الدنايا والصغائر وأعلو إلى ماهو أكبر ..... لا يكن همك لقمة تأكلها أو شملة تلتحفها يقول أحد السلف رضوان الله عليهم " من كان همه ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه " .... لا يكن الهم في الطعام والشراب ...............والسؤال هل خلقك الله لتطعم وتشرب ؟؟؟؟؟ الإجابة يعرفها كل عاقل ... لا
3-ثم أنت تكد وتتعب وتهتم وتنصب من أجل الرزق هل نظرت إلى ما حولك من كائنات الله ومخلوقاته هل لها نفس الكد والتعب والنصب الذي تتعبه وتنصبه الإجابه طبعا لا .... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " رواه البخاري .... بربك قلي هل رأيت يوما عصفورا يقف على شجرته حزينا لأنه خرج يسعى من أجل إطعام أفراخه فلم يجد ؟؟؟؟؟؟؟..... الإجابه طبعا لا..... ما على هذا العصفور سوى أنه يطير يبحث يمنة ويسرة من أجل الرزق عليه البحث والبحث فقط وليس عليه الهم والتعب والنصب وتفرق الفكر وشتاته .... جاء رجل إلى أحمد رضي الله عنه فقال له عظني فقال الإمام " إن كان الرزق على الله حقا فالإهتمام لماذ ؟؟؟؟؟ وإن كان القضاء والقدر حقا فالنصب لماذا ؟؟؟؟ وإن كان منكر ونكير حقا فالجليس لماذا ؟؟؟؟ وإن كان القبر حقا فالأنيس لماذ ؟؟؟؟ " هل نظرت إلى هذه الكلمات هل تعتقد حقا وصدقا أن الله خالقك ورازقك ؟؟؟؟ هل فوضت إليه الأمر حقا في هذا الشأن ؟؟؟؟ إن التفويض يقضي ترك الأمر بالكلية إلى الوكيل .... هل فعلت ذلك ؟؟؟؟ كلنا حين تسأله هذا السؤال تجده يهرع إلى الإجابة متسرعا !!!! نعم أثق أن الله رازقي ... لكن لسان حاله يقول غير ذلك أريدك أن تصغي معي بقلبك لا بأذنك لهذا التوجيه الرباني " يا بن آدم خلقت السموات والأرض ولم أعي بخلقهن أفيعيني رغيف عيش أسوقه إليك في كل حين """ لا والله يا رب لا يعيك شيء يا من وسعت قدرته السموات والأرضين يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه الرزق نوعان رزق تسعى إليه ورزق يسعى إليك ..... وفي هذا يقول السلف " لو ركب بن آدم الريح فرارا من رزقه لركب الرزق خلفه البرق ليدركه """ وإسمع معي إلى ما هو أصعب من ذلك جاء في تفسير القرطبي أن المرأة عندما تنوح على زوجها الذي مات يخاطبها ملك الموت قائلا " والله ما قطعت لو رزقا ولا قصرت له أجلا لقد طفت الأرض مشرقها وغربها أبحث له عن لقمة عيش يأكلها فلم أجد!!! ... وطفت أنهار الدنيا كلها أبحث له عن قطرة ماء يشربها فلم أجد """ ولهذا فالفهم الصحيح أن الإنسان يموت حينما ينقطع رزقه أولا ثم أجله ثانيا .... هل تريد دليلا على ذلك إليك الدليل .... إن أحدنا يمكث أياما في فراش الموت دون أن تدخل جوفه لقمة واحدة ثم يموت !!!!! يا الله .... أخيرا كان مالك بن دينار جالس ذات يوم يأكل فجاء قط فسرق منه قطعة لحم .... فتتبع مالك هذا القط اللص فوجده قد ألقى هذه القطعة أمام جحر ثعبان أعمى!!!!! من الذي سخر هذا القط لرزق ذلك الثعبان الأعمى رغم أن بينهم من الخصومة ما بينهم ؟؟؟؟ ..... أنه الله جل جلاله ..جاء في السنة " أنه بينما داوود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام جالس في مجلسه إذجاءت إمرأة تبكي فقالت له : يا داوود أربك ظالم ؟؟؟؟؟ فقال لها لما ؟؟؟؟ قالت توفى زوجي وترك لي أولادا كنت أغزل عليهم الغزل وأبيعه في السوق فبينما أنا أحمل الغزل على رأسي وأسير به إلى السوق إذ جاء غراب فسرق الغزل !!!! فقال لها داوود عليه السلام إجلسي وهدأ من روعها فبينما هم كذلك إذ دخل عليه ثلاثة تجار وقالوا يا نبي الله كنا في سفينة لنا في البحر فأصابها خرق لم نجد ما نسده به فأقسم كل منا إذا نجا من هذه المصيبة أن يتصدق بعشرة آلاف درهم .... فبينما نحن كذلك إذ ألقى علينا غراب صرة من الغزل فسددنا بها الخرق حتى نجونا ..... يا نبي الله هذه الثلاثون ألف درهم .... فأخذها دواوود عليه السلام ودفعها إلى المرأة وقال لها .... إن الذي يرزق في البر ويلطف في البحر ليس بظالم """" نعم .... نعم جل وعلا شأنه وتعالى عن كل مخلوقاته علوا كبيرا....
نتلقي في مرة أخرى بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

5 comments:

Ahmed sobhi said...

I like this article,thanks.may god bless all your next steps isa

Anonymous said...

اخى وصديقى /احمد السكنيدى تحية طيبة وحارة المقالة من العيار الثقيل لغويا والمريحه نفسيا والمطمئنة من غدر الزمان جعلك الله عونا للمسلمين وليلا للضائعين فى الدنيا واسم لك لست بمجامل والف الف الف شكر على هذه المقالة الرائعه

تحت المجهر said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الدكتور أحمد صبحي
أشكر لك متابعة ما أكتب وأدام الله بيننا الود فيه وجمعنا في الجنة حيث لا هموم ولا منغصات وجملة العطية في الجنة هي راحة البال قال تعالى " سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم " سورة محمد
إلى اللقاء

تحت المجهر said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ...anonymous said
أشكر لك هذا الإطراء وجزاك الله خيرا وأستجاب الله دعواتك اللهم آمين
تمنيت لو عرفت من صاحب هذه المجاملة الرقيقة ليس لأشكره فشكره شيئ مفروغ منه لكن لنعرف الفضل لأهل الفضل
تحياتي

Anonymous said...

حيك الله اخي الحبيب واستاذي الجليل واسال الله ان ينفع بك
فعلا المشكلة في اليقين في الله عزوجل ولذلك اقسم الله لنا علي حتمية رزق الانسان فقال (( وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون ))
اخوك حسن