السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وحي الحج ( 3 )
" وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " سورة الحج ويقول تعالى أيضا " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " سورة البقرة
** قصة هاجر رضي الله عنها وإسماعيل عليه السلام وبناء البيت الحرام
................... نكمل بإذن الله تعالى ما بدأناه من قصة إبرهيم عليه السلام فنقول وبالله التوفيق :
بعدما إستقرت أسرة إبراهيم عليه السلام في المكان الذي حدده الله تعالى له ومضى إلى حيث أمره الله تعالى ، فني الزاد الذي كان مع هاجر رضي الله عنها وجعلت تبحث عن مغيث في هذا المكان فلم تجد ، جعلت تسير يمنة ويسرة تظلب مغيثا فلم تجد ، كانت تصعد على جبل الصفا وتنظر هل من مار ؟؟؟؟؟؟ ثم تنزل وتذهب إلى المروة وتنظر أيضا هل من مار ؟؟؟؟ هكذا سبعة أشواط حتى أنبع الله تبارك وتعالى عين زمزم عند قدم ولدها إسماعيل عليه السلام حيث رأت من على قمة الجبل أن الطيور تحوم عند ولدها فخافت عليه ونزلت إليه مسرعة فوجدت عين زمزم تفور فقالت لها زمي زمي وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينا معينا"وفي حديث آخر " يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت عينا معينا.
(خ) عن أنس. ومعنى عينا معينا أي جارية وقيل لجرت حتى سقت أهل الأرض جميعا وقيل لو تركتها لكانت عينا جارية ، وقيل عنها أيضا أن من حفرها هو جبريل عليه السلام كما جاء في بعض الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال " زمزم حفنة من جناح جبريل " أي أمر أن يحفرها فحفرها بجناحه عليه السلام ، ولكن هنا سؤال هام هل يكفي الماء لحفظ حياة هاجر وولدها ؟؟؟؟ الإجابة نعم حيث يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم " زمزم طعام طعم وشفاء سقم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثني غير واحد أنه إكتفى بها بعض أيام هو بالبيت الحرام ، ويقال أن قبيلة جرهم جاءت من اليمن وإستأذنت هاجر عليها رضى الله عنها أن تقيم عند زمزم فأذنت لهم ومن هنا نشأ العرب حيث يقول علماء الأنساب أن العرب ثلاثة أقسام وهم :
( 1 ) العرب البائدة وهم قبائل عاد وثمود وجديس وأميم وغيرها وسموا بائدة لفنائهم وإنقطاع أخبارهم
( 2 ) العرب العاربة : وهم أولاد يعرب بن قحطان ويسموا أيضا بالعرب القحطانية
( 3 ) العرب المستعربة وهم العرب الذين صاروا عربا بمصاهرة العرب من أولاد إسماعيل عليه السلام ، حيث تزوج عليه السلام من قبيلة جرهم ومن هنا نشأت بطون العرب المختلفة ، وبعد مدة من الزمن جاء إبراهيم عليه السلام بأمر من الله تعالى لبناء البيت وكان إسماعيل وقتها شابا يافعا وقد تزوج كما أسلفنا من قبيلة جرهم ، حدد الله تعالى له مكان البيت حيث يقول القرآن " وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " ويقول تعالى أيضا " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " ومعنى رفع القواعد يعني أن أصول بناء البيت كانت موجودة وما تم هو رفع البناء وكما يقول العلماء أن أول من بنى البيت هم الملائكة وقالوا أيضا هو آدم عليه السلام وقد طمس في طوفان نوح ، جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم عليه السلام يرفع البناء حتى إستطال عليه الجدار فجاء له إسماعيل بحجر يقف عليه حتى يستطيع رفع البناء ، وكان كلما انتهى من جدار حول الحجر إلى الجدار الذي يليه حتى إستقر الحجر عند الجار الأخير وكان هذا ما يعرف بمقام إبراهيم وكان في بداية الأمر ملاصقا لجدار الكعبة وظل على هذا الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق حتى جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحوله في مكانه الحالى ، مما يعني أن المكان الذي يوجد عنده الحجر في وقنا الحالي هو آخر جدران الكعبة بناءا والله أعلم ، ويقال أنه نقص حجر في ركن الكعبة حتى يتم الجدار فطلب إبراهيم عليه السلام من إسماعيل عليه السلام أن يبحث له عن حجر حتى يكمل البناء فتباطأ لتعبه فنزل هو وجعل يبحث عن حجر فرجع ووجد الحجر الأسود قد جاءت به الملائكة لتكملة ، وبلغتني قصة أن أحد الجولوجيين الغربيين قد أخذ عينة من الحجر الأسود وقام بتحليلها فوجد أن تركيبه لا يمت لتركيب القشرة الأرضية بصلة مما يعني أنه من مكان آخر غير الأرض فسبحان الله العظيم ،
وبعدما تم البناء أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالأذان في الناس بالحج فقال يا رب " إن صوتي لن يبلغ " فأوحى الله تعالى إليه " أذن وعلينا البلاغ " فصعد إبراهيم عليه السلام جبل أبي قبيس ونادى " أيها الناس أن الله قد بنى لكم بيتا فحجوه " فيقال أن الجبال والأشجار والأحجار قد تواضعت حتى بلغ صوت إبراهيم عليه السلام الأرض كلها وحتى بلغ الأجنة في أرحام أمهاتها وحتى قالت الأرواح في عالمها " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " .... وتصديقا لذلك أسألك بربك من منا لا يهفو قلبه إلى زيارة المسجد الحرام ؟؟؟، ومن زاره ألا يتمنى الرجوع إليه ؟؟؟؟؟
وفي هذا يقول الله تعالى " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ... " يقول المفسرون معنى مثابة أنهم لا يقضون وطرهم منهم فمن جاءه يتمنى الرجوع إليه ومن لم يزره يتمنى زيارته
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام أجمعين .................اللهم آمين
نكمل في المرة القادمة بإذن الله تعالى
من وحي الحج ( 3 )
" وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " سورة الحج ويقول تعالى أيضا " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " سورة البقرة
** قصة هاجر رضي الله عنها وإسماعيل عليه السلام وبناء البيت الحرام
................... نكمل بإذن الله تعالى ما بدأناه من قصة إبرهيم عليه السلام فنقول وبالله التوفيق :
بعدما إستقرت أسرة إبراهيم عليه السلام في المكان الذي حدده الله تعالى له ومضى إلى حيث أمره الله تعالى ، فني الزاد الذي كان مع هاجر رضي الله عنها وجعلت تبحث عن مغيث في هذا المكان فلم تجد ، جعلت تسير يمنة ويسرة تظلب مغيثا فلم تجد ، كانت تصعد على جبل الصفا وتنظر هل من مار ؟؟؟؟؟؟ ثم تنزل وتذهب إلى المروة وتنظر أيضا هل من مار ؟؟؟؟ هكذا سبعة أشواط حتى أنبع الله تبارك وتعالى عين زمزم عند قدم ولدها إسماعيل عليه السلام حيث رأت من على قمة الجبل أن الطيور تحوم عند ولدها فخافت عليه ونزلت إليه مسرعة فوجدت عين زمزم تفور فقالت لها زمي زمي وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينا معينا"وفي حديث آخر " يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت عينا معينا.
(خ) عن أنس. ومعنى عينا معينا أي جارية وقيل لجرت حتى سقت أهل الأرض جميعا وقيل لو تركتها لكانت عينا جارية ، وقيل عنها أيضا أن من حفرها هو جبريل عليه السلام كما جاء في بعض الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال " زمزم حفنة من جناح جبريل " أي أمر أن يحفرها فحفرها بجناحه عليه السلام ، ولكن هنا سؤال هام هل يكفي الماء لحفظ حياة هاجر وولدها ؟؟؟؟ الإجابة نعم حيث يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم " زمزم طعام طعم وشفاء سقم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثني غير واحد أنه إكتفى بها بعض أيام هو بالبيت الحرام ، ويقال أن قبيلة جرهم جاءت من اليمن وإستأذنت هاجر عليها رضى الله عنها أن تقيم عند زمزم فأذنت لهم ومن هنا نشأ العرب حيث يقول علماء الأنساب أن العرب ثلاثة أقسام وهم :
( 1 ) العرب البائدة وهم قبائل عاد وثمود وجديس وأميم وغيرها وسموا بائدة لفنائهم وإنقطاع أخبارهم
( 2 ) العرب العاربة : وهم أولاد يعرب بن قحطان ويسموا أيضا بالعرب القحطانية
( 3 ) العرب المستعربة وهم العرب الذين صاروا عربا بمصاهرة العرب من أولاد إسماعيل عليه السلام ، حيث تزوج عليه السلام من قبيلة جرهم ومن هنا نشأت بطون العرب المختلفة ، وبعد مدة من الزمن جاء إبراهيم عليه السلام بأمر من الله تعالى لبناء البيت وكان إسماعيل وقتها شابا يافعا وقد تزوج كما أسلفنا من قبيلة جرهم ، حدد الله تعالى له مكان البيت حيث يقول القرآن " وإذا بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " ويقول تعالى أيضا " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " ومعنى رفع القواعد يعني أن أصول بناء البيت كانت موجودة وما تم هو رفع البناء وكما يقول العلماء أن أول من بنى البيت هم الملائكة وقالوا أيضا هو آدم عليه السلام وقد طمس في طوفان نوح ، جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم عليه السلام يرفع البناء حتى إستطال عليه الجدار فجاء له إسماعيل بحجر يقف عليه حتى يستطيع رفع البناء ، وكان كلما انتهى من جدار حول الحجر إلى الجدار الذي يليه حتى إستقر الحجر عند الجار الأخير وكان هذا ما يعرف بمقام إبراهيم وكان في بداية الأمر ملاصقا لجدار الكعبة وظل على هذا الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق حتى جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحوله في مكانه الحالى ، مما يعني أن المكان الذي يوجد عنده الحجر في وقنا الحالي هو آخر جدران الكعبة بناءا والله أعلم ، ويقال أنه نقص حجر في ركن الكعبة حتى يتم الجدار فطلب إبراهيم عليه السلام من إسماعيل عليه السلام أن يبحث له عن حجر حتى يكمل البناء فتباطأ لتعبه فنزل هو وجعل يبحث عن حجر فرجع ووجد الحجر الأسود قد جاءت به الملائكة لتكملة ، وبلغتني قصة أن أحد الجولوجيين الغربيين قد أخذ عينة من الحجر الأسود وقام بتحليلها فوجد أن تركيبه لا يمت لتركيب القشرة الأرضية بصلة مما يعني أنه من مكان آخر غير الأرض فسبحان الله العظيم ،
وبعدما تم البناء أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالأذان في الناس بالحج فقال يا رب " إن صوتي لن يبلغ " فأوحى الله تعالى إليه " أذن وعلينا البلاغ " فصعد إبراهيم عليه السلام جبل أبي قبيس ونادى " أيها الناس أن الله قد بنى لكم بيتا فحجوه " فيقال أن الجبال والأشجار والأحجار قد تواضعت حتى بلغ صوت إبراهيم عليه السلام الأرض كلها وحتى بلغ الأجنة في أرحام أمهاتها وحتى قالت الأرواح في عالمها " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " .... وتصديقا لذلك أسألك بربك من منا لا يهفو قلبه إلى زيارة المسجد الحرام ؟؟؟، ومن زاره ألا يتمنى الرجوع إليه ؟؟؟؟؟
وفي هذا يقول الله تعالى " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ... " يقول المفسرون معنى مثابة أنهم لا يقضون وطرهم منهم فمن جاءه يتمنى الرجوع إليه ومن لم يزره يتمنى زيارته
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام أجمعين .................اللهم آمين
نكمل في المرة القادمة بإذن الله تعالى