السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم هذا المقال سائلا الله تبارك وتعالى أن يجعله خالصا لوجه الكريم وأن يوفقنا أن يكون بداية سلسلة بعنوان ( من وحي الحج )
*** (من وحي الحج – 1 -)
" سلام على إبراهيم – 109 – كذلك نجزي المحسنين – 110 " الصافات
تعالوا معا نستعرض شخصية ذلك النبي الصابر المبتلى المتوكل المحتسب ، إنه إبراهيم عليه السلام النبي الصابر الذي صبرا على الدعوة وصعوباتها حتى أصبح من أولي العزم من الرسل ومعلوم من هم أولي العزم من الرسل إنهم الذين لاقوا ما لاقوا في سبيل الله والدعوة إليه تبارك وتعالى ... تخيل أن شخصا تتمثل فيه كل قيم الخير والحق ، كما جاء في معنى قوله تعالى " إن إبراهيم كان أمة " .... وفسرها شيخ الإسلام بن تيمة رحمه الله بقوله " كان مؤمنا وحده وكان الناس مشركون " أي أنه كان في وقت من الأوقات هو أمة الإسلام وحده لأنه لم يكن على وجه الأرض مؤمن غيره ، وكما جاء في بعض الآثار أنه خاطب سارة زوجته فقال لها " ليس على الأرض مؤمن غيري وغيرك " ، إذا فالمطلوب منه أن يتمسك بالمنهج الحق وأن يدعوا إليه ويعلمه الناس في ظل جو لا يساعد على أي شيئ من هذا وما أصعبها من مهمة
المبتلى : وهو أنه بعد أن طعن في السن وشاب شعره رزقه الله تبارك وتعالى بولده إسماعيل عليه السلام ، ثمرة فؤاده وفلذة كبده وولده الذي رزق به على الكبر ..... تعالوا معا نستعرض محنة البلاء الذي إبتلي به إبراهيم في ولده :
أولا كانت وسيلة الوحي الذي أوحي إليه بها أن يذبح ولده هي " الرؤيا " والرؤيا وسيلة ظنية فلو أراد عليه السلام أن يتعلل أو يتحلل من الأمر لكان له المبرر كما يفعل عامة الناس لكنه يعلم حق العلم أن رؤيا الأنبياء حق وهي طريقة من طرق الوحي ، وحتى ندرك قيمة هذه النقطة تعالوا نتساءل تساؤلا آخر ألا وهو لماذا لم يوحي الله تبارك وتعالى إلى إبراهيم عليه السلام بذبح ولده عن طريق جبريل عليه السلام أو بأي طريق آخر ؟؟؟؟؟!!!! ذلك في حد ذاته إمتحان وحتى يحصل فيه إبراهيم على برهان صدق من الله تعالى بقوله " يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا "
ثانيا :توقيت الذبح في حد ذاته محنة أخرى ألا وهو عندما أصبح يرتجى منه الخير وهو ما عبر عنه القرآن بقوله " فلما بلغ معه السعي " أي أصبح يرتجى منه الخير .... في هذا التوقيت يؤمر بذبح ولده .... ما أصعبه من توقيت
ثالثا : طريقة الذبح نفسها وهي أن يقوم هو بالذبح نفسه لا أن يقف فيشهد الموقف وفقط بل هو من يذبح .... تعالى نستعرض هذا الموقف " فلما أسلما وتله للجبين " قال إسماعيل لإبراهيم عليهما السلام أن يعصب عينيه وأن يكبه على وجهه حتى لا تسقط عينه في عينه فيرق قلبه قيتأخر عن تنفيذ أمر الله تعالى ، بل وأصعب من ذلك يقول له " يا أبت لا تدخل على أمي بالسكين والحبل بعد الذبح فتفجعها " فيقوم إبراهيم عليه السلام بكل ذلك ، ثم تعالى نستعرض الطريقة ذاتها " أجرى إبراهيم عليه السلام السكين على صفحة رقبة إسماعيل فعطل الله تعالى خاصية الذبح في السكين فلم تذبخ " كان يكفيه أن يحمد الله على هذا وينهض ولا ولا يذبحه وإنما قام فحد السكين من جديد حتى تقطع .... فضجت الملائكة في السماء إلى الله تعالى وتضرعت " يا ربنا نبي يذبح نبيى
حتى أنهى الله تعالى هذا الموقف وكشف الغمة بالأضحية "
" وفديناه بذبح عظيم "
إلى اللقاء في مرة أخرى
No comments:
Post a Comment