السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم 7 إبريل 2008 ويبقى يوم واحد على إسدال الستار على إلياذة المحليات المصرية 2008 ، لقد مارس النظام المصري أعلى وأحدث أساليب القمع والمنع لحركة الإخوان المسلمين - المعارض الحقيقي للحزب الوطني - وأعترف أن أساليب القمع والمنع في تقدم مستمر ، وأعتقد أن المدرسة المصرية في هذا المجال قد تفوقت على جميع من سبقوها بل وأزعم أنها قد أخذت ممن سبقوها وأضافت إليها من إسهامتها ما أثرى حركة التزوير في التاريخ المعاصر ، بل وأعترف للنظام المصري أن الأبالسة أجمعين ما زالوا في مرحلة التعليم الإلزامي في كليته العريقة ، أقول إن الأسلوب الذي إنتهجوه هذه المرة أصبح التزوير فيه أملا صعب المنال ، لقد كنا فيما سبق نصل إلى صندوق الإنتخاب وتتم حركة التزوير بأسلوب شيخ الغفر في العزبة ( أي عن طريق تسويد البطاقات ، وإنتخابات الأموات ، والأتوبيسات القادمة من الخارج ..... ) أما الآن فقد أصبحت هذه الطريقة حلما من الأحلام ، إن أسلوب الإقصاء الحالي الذي إستخدموه أسلوب غاية في الحداثة - قدم أوراقك بعد معركة مع طابور طويل من المخبرين على طول أيام التقديم ثم إرسال الأوراق على يد محضر ثم إعتقال المحضر ثم عدم الإدراج ثم نقل المعركة إلى أروقة المحاكم ثم ضرب الحائط بأحكام القضاء ، ليقل القضاء ما يقول وليصدر من الأحكام مايصدر ولتفعل الإدارة التنفيذية ما تريد - هذا الأسلوب من شأنه أن يزيد من إحتقان أبناء هذا الشعب وسخطه على الإدارة التنفيذية بل ويشق صف المجتمع ويسوء العلاقة بين سلطاته الثلاثة - السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية - إن الفكر الدستوري يقضي بإستقلال السلطات بعضها عن بعض- أي نعم - لكن هذا الإستقلال يعني أن كل سلطة لا تخضع للأخرى بأي نوع من أنواع التأثير ، غير أن الفكر المصري الحديث أوجد تفسيرا جديدا لإستقلال السلطات ألا وهو أن السلطة القضائية من حقها أن تصدر ما تشاء من أحكام ومن حق السلطة التنفيذية أن تنفذ ما تشاء وتذر ما تشاء ، قمة الفقة الحديث في تفسير الدستور ، هذا الفقة المعاصر من شأنه أن يوجد في نفس المواطن المصري إستهانة بالسلطة القضائية وإستخفاف بها حيث أن أحكامها غير نافذه وغير ملزمة وبالتالي يوضع القضاة في برج عاجي في مكانة تشبه الفلاسفة والمنظرين البعيدين عن الواقع .
ثم بعد ذلك الإقصاء والمنع يسمح بمرشحين من أحزاب هامشية كرتونية - غير ممثلة تمثيل حقيقي في الشارع وعلى أحسن الأحوال لا يتعدى جمهور الحزب منهم الألف فرد هم الأعضاء المؤسسون لهذا الحزب - أن تدرج أسماؤهم في قوائم التصويت بل وأزعم أنهم ربما ينجحون في هزلية أشبه ما تكون بالصفقة المشبوهة بين هذه الأحزاب الباحثة عن الوجود وبين الحزب الوطني وذلك حتى تخرج الأبواق الإعلامية تترنم بأهازيج الديمقراطية وحرية الرأي التي نحن أبعد مانكون عنها .
أخيرا رسالة إلى الأمن المركزي ورجاله البواسل الذين صاروا عصا غليظة على أبناء هذا الشعب أقول لهم إن من تحمونهم عندما توشك السفينة على الغرق سيكونون أول القافذين منها ويتركوكم في مهب الريح ، إن حركات القمع والإخراس لهذا الشعب لن تدوم طويلا وأرى أن السيل بدأ ينهمر وسيطيح بأي شيئ يقف في وجهه أيا كان هذا الشيئ ، أقول لهم إن الله تعالى قال " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص هذا الجمع للظالم ووزيره وجنده كان جماعا في المصير كما كان جمعا في الحكم ، عندما غرق فرعون لم يغرق بمفرده بل غرق بمن معه
أسال الله تعالى أن يخلص مصرنا الحبيبة من شلة الفاسدين والطامعين والمنتفعين وممن سار على نهجهم أجمعين اللهم آمين
No comments:
Post a Comment